يروى أن أحد الصالحين كان يسير في السوق ومعه ابنه الفتى فاستوقفه رجل من معارفه الذين يثقون في رأيه وسأله: لقد اشتريت هذه الدار بكذا.. وإني لفرح بها فما هو رأيك فيها؟، فرد عليه قائلا: إنها دار جميلة بارك الله لك فيها وجعلها سكن خير وطمأنينة، فانصرف السائل فرحا بما سمع، فلما ابتعد الرجل وابنه عنه قال الفتى لوالده باستغراب: ولكن الدار يا أبتي ليست جميلة ولا تستحق ما دفع فيها من ثمن!، فقال له والده: يا بني إن الرجل قد اشترى الدار ودفع ثمنها وانتهى الأمر فما هي فائدة أن أفجعه فيما يحب؟! وهذا الموقف الذي يروى في بعض كتب التاريخ له نظائر في جميع العصور والدهور، وربما مر عليك أمثال ذلك الرجل الصالح من الذين يطبقون قاعدة «لا تفجع إنسانا فيما يحب». وقد يمر عليك النوع الآخر الذي إذا رآك راكبا سيارة جديدة أو مستعملة وعلم أنك اشتريتها قبل أيام سألك عن سعرها فإذا علم به نهرك بقوله: ضحكوا عليك، إنها غالية جدا أي مرتفعة الثمن، وإن كان سعرها منخفضا أكد لك أن ذلك النوع من السيارات ترتفع حرارته في الصيف أو عندما يكون المشوار طويلا أو عند وقوفها في السرا أمام الإشارات. أما إن كان المشترى دارا أو عقارا فإن المحسرين المدعين الفهم في كل شيء سوف يجعلون صاحب الدارالجديدة يصاب بالاكتئاب نتيجة قولهم لو سألتنا لأرشدناك إلى دار أو عقار أقل قيمة وأفضل موقعا، إلى غير ذلك من وسائل التحسير والتثبيط التي لا تفيد سامعها حتى لو كان ما قيل صحيحا لأن الأمر قد تم وانتهى فما فائدة قيل وقال!؟ وتحضرني بهذه المناسبة طرفة عربية تقول: إن رجلا عرض داره للبيع وكان عجلا في بيعها فجاءه زبون، اشتراها منه بعشرة دنانير فلما تم البيع وقبض الثمن قال المشتري للبائع يريد أن يحسره على عجلته في البيع: لو صبرت قليلا لأشتريت الدار منك بعشرين دينارا، فرد عليه البائع قائلا: ولو صبرت أنت قليلا لبعتها لك بدينار واحد.. ولست أدري أيهما تحسر أكثر؟!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة