أكد عضو المجلس الوطني السوري عبيدة النحاس، أن الجامعة العربية اتخذت قرارا صائبا بتعليق مشاركة سورية، مؤكدا أن ما بدر من المندوب السوري في الجامعة يوسف الأحمد من شتائم وتصرفات لا أخلاقية لا تمت بأية صلة إلى أخلاق وعادات الشعب السوري، بل تمثل النظام السوري الذي ينتهك كل القيم والحرمات من دون أي رادع. وأفاد في حوار أجرته «عكاظ» أن ما حصل من هجوم على السفارتين السعودية في دمشق البارحة الأولى لا دخل للشعب السوري فيه، بل هو عمل مرفوض يقف خلفه شبيحة النظام. وهنا نص الحوار: • كيف تقرأون قرارات الجامعة العربية؟ في الحقيقة كان قرارا صائبا مع أنه جاء متأخر، فالجامعة العربية معنية بالحفاظ على دماء الشعب السوري التي تسفك، وما بدر من المندوب السوري من شتائم وتصرفات لا أخلاقية لا تمت بأي صلة إلى أخلاق الشعب السوري، بل تمثل هذا النظام الذي ينتهك كل القيم والحرمات، كما أن ما حصل من السفارتين السعودية والسورية في دمشق لا دخل للشعب السوري فيه، بل هو عمل مرفوض يقف خلفه شبيحة النظام الذين يقتلون الشعب السوري. • انقسام المعارضة السورية أعطى صورة سيئة كيف ستتصرفون تجاه ذلك؟ المجلس الوطني السوري جاء كتنفيذ للإرادة الشعبية التي طالبت المعارضة وطالبت كل القوى الوطنية بالتوحد. وأعتقد أن ثورة الشعب السوري تعمل لتحقيق أهم مطلب لها وهي الوحدة الوطنية، ونعتقد أن المجلس الوطني هو أكبر من توحيد المعارضة، إنما هو مشهد من مشاهد الوحدة الوطنية التي لم نرها منذ عقود في سورية، لأنه يمثل الطيف الأوسع من الحراك الوطني ككل، والمعارضة السورية بالتأكيد هي جزء فاعل من هذا الحراك. والآن هناك مشاورات معمقة من أجل تثبيت الصف الداخلي. • طالبتم بالحماية الدولية وهناك بعض الشخصيات داخل المجلس ترفض التدخل الخارجي فكيف يمكن الجمع بين الاثنين؟ هناك رفض في المجلس الوطني السوري حيال التدخل العسكري الأجنبي في سورية، أما بالنسبة للحماية الدولية فلها أشكال كثيرة وهناك بعض الجوانب القانونية والسياسية التي حضر لها المجلس وهو بصدد طلب الحماية للمدنيين فعلا وهناك عدة وسائل للحماية غير الوسائل العسكرية ويمكن أن تتم هذه الحماية بوجود المراقبين الدوليين وبوجود الصحافة الحرة. • هناك انقسامات تحصل داخل الجيش السوري، هل هناك تنسيق بين المجلس الوطني والجيش الحر الذي انشق عن النظام؟ نحن نرحب بالشرفاء من أبناء هذا الجيش الذين لم يعودوا يحتملون أن يروا الجيش السوري يقوم بهذه الجرائم بحق أبناء شعبه، وهذا بالتأكيد أمر مهم وهو تطور أخلاقي كبير، خاصة بعدما رفض العديد من أبناء المؤسسة العسكرية أن ينصاعوا إلى أوامر الحكم العسكري الديكتاتوري. أما بالنسبة إلى موقف المجلس الوطني من هذه الانشقاقات فهو يدرس الإجراءات المطلوب عملها اتجاه الجيش السوري الحر. ونحن نعتقد أن الجيش السوري الحر الآن يقوم بدور مهم لحماية المدنيين وهذه الخطوة تستحق التقدير والدعم. • هناك موجة من الاغتيالات حدثت في الفترة الأخيرة والنظام يتهم المعارضة السورية بهذه الاغتيالات؟ هذا أمر يثير السخرية لأن الوحيد الذي قام بالاغتيالات في سورية منذ أربعين عاما هو النظام السوري فكيف يأتي النظام الآن ليتهم خصومه الذين طالما اغتال منهم، والذين يسقطون ضحية هذه الاغتيالات هم من المعارضة وليسوا من النظام فكيف تغتال المعارضة نفسها. • يوما بعد يوم يزداد عنف النظام، هل يمكن أن تصبح المعارضة السورية معارضة مسلحة كما حصل في ليبيا؟ نحن نحاول تجنب الوصول إلى هذه المرحلة لأن فيها دما سيسيل، نحاول الوصول إلى إسقاط النظام بأقل الخسائر الممكنة على الشعب السوري وهناك بالحقيقة توجه نحو تسريع تفكيك النظام، خاصة أن هذا النظام يفكك نفسه بالعنف. • النظام السوري قال بأنه لن يتعامل مع معارضة تعمل مع الخارج وتتعامل مع الخارج ما هو ردكم؟ المعارضة السورية ليست في الخارج بإرادتها وهي ليست في نزهة ولا خرجت سياحة، فلا أحد يخرج من بلاده سياحة لأكثر من ثلاثين عاما، واتهام المعارضة السورية بأنها تتعامل مع إسرائيل وأمريكا وغيرهما من الدول هو أمر في غاية الغرابة.