موسم الكفاح للوصول للنجاح، لا تضيع فيه الجهود في زحمة ضيوف الرحمن رغم كثرة الأعداد، وانحصار الزمان والمكان، فالمشاعر المقدسة الميدان الحقيقي الذي يكرم فيه الرجال ولا مكان فيه للتقاعس والتخاذل. قبل عام من المناسبة وبمجرد أن طويت صفحات تقويم العام 1431ه بدأت سواعد الرجال في العمل الدؤوب لاستقبال ضيوف الله استقبالا يليق بالركن الخامس، ويعكس جهود القيادة في تيسير العبادة كما يعكس الماء صفاء الوجوه. وما أن بزغت شمس الموسم وارتسمت ملامحها في الأفق، ما لبثت أن فاحت رائحة النجاح لتعطر سماء مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وترسم لوحة مشرقة لوطن معطاء تحفه رعاية الله وتدعمه سواعد رجال الأوفياء. موسم الحج استثنائي في العمل كحال النجاح فيه، في ظل تجمع بشري يعتبر الأول في تاريخ الموسم، فأوقد الجميع أناملهم وعقولهم شموعا تضيء للآخرين، فنفذ الأمن خططه وحرس الضيوف تحت حمى الله، واستنفرت الصحة كوادرها فتواجدوا فوق الأرض مضمدين وفي السماء حمائم تحرس صحة الحجيج. واجتمع الكل في المشاعر حزمة واحدة بل كجسد واحد لا فرق بين الوزارات فالكل مسخر لخدمة ضيوف الرحمن فكان النجاح مجيرا باسم الجميع لتكون قصة إدارة الحشود البشرية المهولة في هذه البقعة المقيدة بظرفي الزمان والمكان مضربا لجسارة الشعب السعودي ومقدرته على التميز والثبات. كل هذا النجاح لم يكن ليتحقق في موسم حج هذا العام لولا توفيق الله تعالى ثم جهود رجال الوطن المخلصين الذين سد كل منهم ثغرة، حيث انصهرت جهودهم وتشكلت في قالب واحد «شرف الخدمة وواجب العمل»، وهذا سر التألق وتحقيق الجودة في العمل المؤسسي الفريد المرتكز على الإرادة والإدارة في تحقيق كافة التطلعات. وكانت لجنتا الحج العليا والمركزية حجر زاوية لكافة القطاعات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن من خلال التخطيط والتنفيذ والمتابعة ساهم في تنفيذ الرؤية والمنهجية قرابة 239 ألف موظف من مختلف القطاعات المعنية بالحج وهم بلا شك ممن يستحقون قبلات الإعجاب ولمسات التكريم نظير كل لحظة أمضوها في تحقيق الغاية التي تسعى حكومتنا لتحقيقها وهي خدمة ضيوف الرحمن. ولأن «عكاظ» كانت شريكة رئيسة في عكس كل تفاصيل هذه التظاهرة الإيمانية من شاطئ البعد الإنساني الإيماني إلى محيط البعد الأمني الرسمي، كان لزما أن نقدم كلمة «شكرا من الأعماق» في تكريم رمزي لأمير الحج والوزراء ومسؤولي وقادة أمنيين الذين تولوا دفة العمل في هذه المنظومة كرمز وفاء وانتماء وعرفان لتلك الجهود المباركة الفريدة التي قدموها خلال موسم الحج، فكان لفريق بعثة «عكاظ» الحضور في كل القطاعات المشاركة في الحج حيث قدموا هدية عرفان ووفاء لصناع النجاح في موسم الحج.