رغم حرارة شمس ظهيرة أمس، إلا أن آلاف العمال والمهندسين والمعدات المخصصة لمشاريع الحلول العاجلة لمواجهة سيول جدة، واصلوا العمل لوضع اللمسات الأخيرة للمشاريع التي لم يتبق عليها إلا أسبوع واحد فقط. ومع التحذيرات التي أطلقتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بخصوص احتمالية هطول أمطار على جدة اليوم، جرى تكثيف الأعمال في المشاريع لضمان جريان المياه بكل يسر وسهولة عبر أودية شرقي جدة إلى البحر في أقصى غرب جدة. «عكاظ» تجولت أمس على مشاريع سدود شرقي جدة، وأكدت الجهات التنفيذية للمشاريع أن السدود والقنوات التصريفية قادرة على استقبال السيول وتصريفها إلى البحر بكفاءة تصل إلى 95 في المائة من طاقتها، مشيرين إلى أن الشركة المنفذة انتهت تقريبا من تغطية السد الترابي في حي السامر بأربع طبقات من الحجارة الضخمة والخرسانة الجاهزة، إضافة لإكمال إنشاء سد أم الخير. وفي نفس السياق، أصبحت السدود حاليا قادرة وفق تأكيدات المشرف الميداني على المشروع المهندس محمد راضي، على استقبال السيول وتصريفها بمقدار 20 مترا مكعبا في الثانية في السامر و40 مترا مكعبا في الثانية في أم الخير، مشيرا إلى أن السيول ستجري بكل يسر وسهولة حتى تصل إلى مجرى السيل الرئيس والذي يصل بدوره إلى البحر. وقال، إن «الأنابيب المستخدمة في المعابر داخل مجاري السيول بارتفاع ثلاثة أمتار يصل وزن الواحدة منها إلى 20 طنا تقريبا، ساهمت في تسريع المشروع والعمل على إنهائه خلال الوقت المحدد»، لافتا إلى أن المعابر الأربعة من شمال المشروع إلى جنوبه انتهى تنفيذها باستثناء المعبر الثاني الذي سيكتمل خلال نهاية الأسبوع الجاري. ورغم قصر المدة المقررة لإنشاء المشاريع العاجلة والمقدرة ب 110 أيام إلا أن عمل الشركات المنفذة استمر بكامل طواقمها البشرية والآلية في مواقع المشاريع، بنظام الورديات طيلة 24 ساعة يوميا، وسبعة أيام في الأسبوع، ما ساهم في إنجاز 95 في المائة من المشروع بمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة. وفي نفس السياق، أكد مدير عام الدراسات والعلاقات العامة في إمارة منطقة مكةالمكرمة سلطان الدوسري، أن الأعمال المنجزة ضمن الحلول العاجلة لمشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في جدة دخلت مراحلها النهائية. وبين أن اكتمال معالجة النقاط ال 12 المنتشرة في أنفاق وتقاطعات مدينة جدة، يتزامن أيضا مع استمرار العمل في مشروعي السامر وأم الخير، اللذين يسيران وفق الجدول الزمني المعد لهما. من جانبه، أوضح مدير مشروع معالجة تصريف مياه الأمطار والسيول في جدة المهندس أحمد السليم، أن المشاريع العاجلة تهدف لمعالجة مشكلات المناطق الأكثر تضررا من السيول في العام الماضي، للحيلولة دون وقوع خسائر قدر الإمكان، مشيرا إلى أن هذه المشاريع العاجلة تأتي ضمن سياق الحلول الدائمة التي تستهدف تحسين البنية التحتية لجدة. وبين أن كافة الجهات المعنية، ومنها إمارة منطقة مكةالمكرمة، أمانة جدة، مديرية الدفاع المدني، إدارة مرور جدة، وغيرها من الجهات ذات العلاقة، اتخذت كافة الإجراءات، لتنفيذ كل ما يلزم لحفظ سلامة المواطنين والمقيمين، وحمايتهم من المخاطر الناجمة عن الأمطار. وأوضح السليم أن المشاريع العاجلة تتضمن إنشاء شبكة لتصريف السيول، تشييد سدود لمنع جريان المياه داخل أحياء وشوارع مدينة جدة، لافتا إلى أنه يجري حاليا إنشاء سد أم الخير الذي تعرض للانهيار في الموسم الماضي، وربطه بالقناة الشمالية عن طريق قناة التصريف، وإنشاء قناة تصريف أخرى بطول 2900 متر من سد السامر، وربطها بالقناة الشمالية.