«لتكن متسامحا»، قالها لي أحد الأصدقاء الذين علمتهم الحياة وغرست في قرارات أنفسهم بساطتها ولذتها التي تكتسي دائما باخضرار التسامح الذي لا يبهت. ومنذ ذلك الوقت، أصلت في نفسي ذلك الخلق الحميد وكيف يكون له وقع في النفس واستدلال عظيم، فمع تلك التداعيات بحثت عن فتح مكة ومبدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم المنصف في تعامله مع مشركي قريش الذين عذبوه إبان نشر الدعوة. لم يكن غليظا رغم قسوتهم، ولا عنجهيا رغم افترائهم، بل متسامحا عذبا يعامل برحمة الأب وتكاتف الأخ ولين الجانب، هكذا كانت مثاليته التي تستحق أن يطلق عليها ثروة الحياة. ونحن أبناء أمته علينا أن نحاكي أفعاله ومعاملاته الرفيعة، لنكون من أصفيائه والمقتدين السباقين إلى نيل التسامح بكل ثقة. فهنيئا لأولئك المتسامحين الذين دائما ما ينظرون للحياة على أنها بضة ونقية وبحاجة لتواصل وأواصر مرنة، حتى يمكنهم التعامل مع الطرف الآخر بسمو ومحبة. هنيئا لهم لأنهم يريدون أن تكون خطواتنا الحياتية متجهة إلى التطوير والابتكار والتجديد ويبتعدون بالتالي عن الغلاظة وسوء الظن. علينا أن نضع شموخ الوطن في أعيننا ونبل قادته في تعاملاتنا، لنكون متسامحين لا نعرف كرها يشوبنا ولا بغضا يلوي أذرعتنا. حمد جويبر جدة