يكسر عشرة مترجمين في غرفة عمليات الهلال الأحمر في العاصمة المقدسة حاجز لغات الشعوب المتنوعة لتحقيق غاية هذا الجهاز الحيوي في تحقيق أعلى نسبة لسرعة الاستجابة. يجلسن العاملون على طاولة مستديرة داخل رواق غرفة العمليات، أمام كل منهم جهاز نداء خاص حيث تمرر لهم البلاغات التي يقف وراءها حجاج أجانب لا يجيدون اللغة العربية. التجربة التي انتهجتها هيئة الهلال الأحمر بتوظيف عشرة مترجمين في غرفة عمليات العاصمة المقدسة هي الخطوة الأولى في مشروع ربط إلكتروني آلي لجميع غرف العمليات في المملكة مع مكة والتوسع في توظيف المترجمين ليكونوا بكافة لغات العالم مما يرفع معدلات سرعة الاستجابة تحقيقا لخدمة مميزة ذات جودة نوعية عالية. جالت «عكاظ» داخل غرفة العمليات ورصدت التجربة الفريدة والمميزة حيث يجلس الشاب عبدالملك الهوساوي خلف جهاز النداء الآلي ينتظر نداءات النجدة من حجاج القارة السوداء أفريقيا الذي تمكن من فك طلاسم تلك اللغة مع تمكنه من اللغة الفرنسية، حيث يجيدها بشكل فريد، يقول الهوساوي: «عملي هنا يكمن في استقبال البلاغات من الميدان وترجمتها عبر القناة الداخلية في غرفة العمليات وهذه التجربة هي الأولى بالنسبة لي وكانت مميزة». وبجواره يجلس الشاب عبدالبصير عبد الجليل الذي طرق أبواب التعليم المبكر ليتعلم اللغة الأوزبكية وهي فرع من شجرة اللغات التركية وكذلك اللغة الفارسية، فما أن يرن جهاز النداء الآلي لحجاج تلك الدول حتى يختطف السماعة ويدون كافة البيانات ويعمل بدقة وسرعة على توجيه المسعفين في الميدان إلى التوجه صوب مكان الحاج، تعلم عبدالبصير هذه اللغة في المدارس الأجنبية في جدة ووجد له مكانا وظيفيا جيدا في غرفة عمليات الهلال الأحمر في العاصمة المقدسة. وعلى نفس الطاولة المستديرة يتأهب على مدار الساعة محمد روبيل لسماع نداءات النجدة باللغة الجاوية، هذا الشاب يجيد هذه اللغة ويعمل داخل غرفة العمليات لخدمة حجاج جنوب شرق آسيا، يقول عن عمله «خلال موسم الحج قضينا ساعات عمل متواصلة في ترجمة نداءات الحجاج الذين يتحدثون اللغة الجاوية، حيث تعلمت هذه اللغة منذ الصغر وعملت هنا في خدمة ضيوف الرحمن كواحد من كوادر الهلال الأحمر السعودي». وبجوار بعضهما يجلس الشابان محمد يونس، وحسين سندي ينتظران اتصالات حجاج جنوب آسيا، فهما يتمتعان بقدرة عالية على ترجمة اللغة الأوردية بعد أن اكتسبا هذه اللغة بالمحادثات مع أصحابهما منذ الصغر، وقالا ل «عكاظ»: «هذه التجربة التي يطلقها الهلال الأحمر السعودي بوجود مترجمين قاد صوب تحقيق هدفه المرتكز على سرعة الاستجابة، حيث نعمل على استقبال البلاغات وتمريرها في غضون ثوان لا تتجاوز 120 ثانية وهذا بلا شك سيقود إلى خدمة نوعية مميزة».