لا تعرف من الدنيا شيئا ولم يسبق لها أن خرجت من بلدها إلا في رحلة العمر الأولى لها للحج، بعد أن تم منحها تأشيرة حج استثنائيا. عفاف لم يتجاوز عمرها 14 شهرا قدمت من أرض النيلين (السودان) برفقة أبويها وهي لا تعلم أنها ذاهبة إلى الأراضي المقدسة لأداء شعائر الحج، لتكسب الحجة الأولى في عمرها أسوة بأبويها اللذين أديا حجتهما الأولى. عفاف تعد أصغر حاجة قدمت إلى المملكة من الخارج، أبواها سعيدان كونهما ساهما في حج ابنتهما وهما يتمنيان أن يكملا مسيرتهما ويساهما في حجها عندما يفرض عليها الحج. والد عفاف محمد بشير فضل الله يعمل مديرا لقسم العمليات في إحدى كبرى شركات السودان، يقول: هناك أسباب وراء رغبتنا في تأدية ابنتنا الحج من أهمها تعويدها على أجواء الحج وإكسابها روحانية هذه الأماكن المقدسة، مشيرا إلى أن ما شجعهما على القدوم بصحبة ابنتهما ما وصل لأسماعهم عن ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين للحج والحجاج، مؤكدا أن أمن وأمان الحجاج من أولويات الحكومة، وتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن. أما والدتها ميساء بنت فاروق شيخنا وهي خريجة تقنية معلومات فتقول «وجدت دعما كبيرا من القائمين على المخيم مماساعدني على أداء الحج بصحبة ابنتي بكل يسر وسهولة»، وقالت «لم أكن متخوفة إطلاقا على ابنتي فنحن قصدنا بلد الأمن والأمان»، متمنية أن تكون عفاف أصغر حاجة قادمة من خارج المملكة للحج.