رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها أمانة العاصمة المقدسة في القضاء على الذبح العشوائي وإنشاء المسالخ الحديثة التي تقضي على العشوائية وتحقق الذبح الآمن إلا أن مكةالمكرمة مازالت تعاني من إشكالية كبيرة وهي عدم كفاية المسالخ المخصصة للذبح والتي يحتاجها المواطنون والمقيمون في مكة وهو ما دعا الدكتور صافي مجلد المستشار في أمانة العاصمة للمطالبة بزيادة عدد المسالخ الأهلية العاملة في مكة للحفاظ على صحة وسلامة المستفيدين من اللحوم وللحد من التلوث البيئي والحد من تسرب اللحوم الفاسدة لبقية مدن المملكة. وأضاف أن المسالخ الأهلية الحالية غير كافية نظرا للإقبال الكبير على الذبح خصوصا في موسمي عيد الأضحى وعيد الفطر مشيرا إلى أن العشوائيات المنتشرة في جنوبمكة تتسبب في كثير من التلوث الصحي والبيئي نظرا لعدم وجود بيطريين يكشفون على الذبائح قبل ذبحها، مضيفا أن هناك أمراضا لا يستطيع كشفها إلا المختصون مثل الحمى النزفية وغيرها من الأمراض المنتشرة، وكذلك المحافظة على سلامة البيئة المحيطة. ويشدد مجلد على ضرورة تطوير عملية إنشاء المسالخ قائلا: هناك نماذج مطورة جدا ولا عذر لنا، فنحن نحتاج للتطوير من أجل القضاء على العشوائيات التي تنتشر.. ومن اليوم سوف تبدأ العمالة الوافدة بتسريب اللحوم الفاسدة من مكةالمكرمة إلى خارجها. إلا أن مدير إدارة المسالخ في أمانة العاصمة المقدسة الدكتور سعود الحتيرشي أكد ل «عكاظ» استعداد المسالخ لاستقبال الآلاف من المعتمرين والحجاج وذلك يتم من خلال توجيه مستثمري المسالخ بتأمين الأعداد الكافية من العمالة من أطباء بيطريين وجزارين وعمال نظافة والتأكيد عليهم بضرورة حصول كافة الفئات على الشهادات الصحية التي تثبت خلوهم من الأمراض السارية والمعدية. ويضيف الحتيرشي تم إحداث صالة خاصة لاستقبال مذبوحات الأهالي لعدم احتكاكهم بالحجاج وإنشاء صالة ذبح للجمال والأبقار موسمية للطوارئ. ويضيف: إن إدارته تتابع بشكل يومي التخلص الصحي والسليم من مخلفات المذبوحات في المسالخ والتي تقدر بآلاف الأطنان في سبيل الإصحاح البيئي وتعمل بالتنسيق مع الجهات الخيرية لاستلام المذبوحات التي يتركها الحجاج لتوزيعها للمستحقين وكذلك التنسيق مع الجهات الأمنية لتسليم المخالفين ومكافحة الظواهر السلبية من خلال اللجنة الأمنية المشكلة بأمر صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة من قبل أمانة العاصمة المقدسة وشرطة العاصمة المقدسة وكذلك الاستعانة بأفراد المجاهدين. وقد نفذت حملة دهم على عدد من المسالخ، هدمت خلالها سبعة مسالخ غير مرخصة داخل أحواش مغلقة في كيلو 10 في حي السبهاني في مكةالمكرمة، تابعة لأجانب مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، وعثرت على كميات كبيرة من المواشي مجهولة المصدر، وعند الكشف عليها اتضح أنها تحمل أمراضا متنوعة، وتباع بأسعار مرتفعة، موضحا أن اللجنة الأمنية الميدانية ولجان الكشف على المسالخ ستستمر حتى بعد نهاية موسم الحج، وسيجري اتخاذ الإجراءات الحازمة ضد من يخالف القانون أو يشوه خدمتنا لضيوف بيت الله الحرام. وينبه الحتيرشي المواطنين إلى أن المسالخ العشوائية التي تقام في مزارع وأحوشة تفتقر إلى الاشتراطات الصحية مع غياب تام للرقابة البيطرية بالإضافة إلى قلة وجود المياه اللازمة لعملية التنظيف مقارنة بالمسالخ النظامية وكذلك عدم التخلص الصحي من المخلفات وبالتالي حدوث إضرار بالبيئة، مضيفا بناء على هذه المشكلات فإن أمين العاصمة المقدسة وجه بإزالة تلك المسالخ العشوائية وبمتابعة سعادة وكيل أمين العاصمة المقدسة للخدمات تم إزالة تسعة مسالخ عشوائية، كما أن توافد الكثير من الحجاج إلى تلك الأحوشه يشجع انتشارها، مطالبا الحجاج بالتوجه لمسالخ البنك الإسلامي المهيأ أصلا لاستقبال ذبائحهم.