انهارت صورة الرجل المحترم التي كان يتقمصها الرئيس الإسرائيلي السابق موشيه كاتساف الذي ثبتت المحكمة العليا الإسرائيلية أمس، عقب الحكم الصادر ضده بالسجن سبعة أعوام إثر إدانته بالاغتصاب والتحرش الجنسي، كسياسي يميني تولى رئاسة إسرائيل بعد مسيرة باهتة انتهت بالفضيحة. وقررت المحكمة تثبيت الحكم الصادر على كاتساف بالسجن سبع سنوات. وأوردت وسائل الإعلام أنه من المتوقع أن يدخل السجن في السابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل. واهتزت صورة النزيه التي كان يتظاهر بها كاتساف (65 عاما)، المتحدر من أصل إيراني عندما كشفت أولى الفضائح الجنسية المتورط فيها في يوليو (تموز) 2006، وهي قضية لا سابق لها في تاريخ الدولة العبرية. وفضحت الموظفة السابقة التي اتهمته باغتصابها عندما كان وزيرا للسياحة في أواخر تسعينيات القرن الماضي وهو ما أدانته به المحكمة، خفاياه قائلة: «كان بوجهين: شخص طيب في النهار، وشرير في الليل وأنا رأيت جانبه السيئ». وبعدما اتهم وسائل الإعلام بتدبير مؤامرة دنيئة لتلطيخ سمعته، أقر كاتساف بالتهم الموجهة إليه بعد تسوية مع القضاء تجنبه السجن. لكن عندما مثل أمام المحكمة في القدس في أبريل (نيسان) 2008، ألغى الاتفاق قائلا إنه يريد إظهار الحقيقة، وعرض نفسه بذلك لحكم بالسجن 16 عاما في حال إدانته بالاغتصاب. وأشاع مستعيدا دفاعه السابق، أنه ضحية حملة تشهير منظمة من قبل المستشار القانوني للحكومة آنذاك مناحيم مزوز والشرطة والسياسيين والإعلام. وكانت محكمة تل أبيب أدانت كاتساف (65 عاما) في ديسمبر (كانون الأول) 2010 بتهمتي الاغتصاب والتحرش الجنسي بحق اثنتين من موظفاته عندما كان وزيرا للسياحة في التسعينيات من القرن الماضي. وحكم عليه في 22 من مارس (آذار) بالسجن سبع سنوات مع النفاذ، ودفع غرامتين قدرهما مائة ألف شيكل (20 ألف يورو)، و25 ألف شيكل (5000 يورو) للمدعيتين. وكاتساف (65 عاما) السياسي المحنك من حزب الليكود (يمين)، انتخب رئيسا في العام 2000 من قبل النواب الإسرائيليين الذين فضلوه على شيمون بيريز السياسي المخضرم على الساحة السياسية الإسرائيلية، ما أثار مفاجأة كبرى. وقد خلفه بيريز في المنصب في يوليو (تموز) 2007 بعد استقالته في يونيو (حزيران) من العام نفسه. وكاتساف هو أول رجل سياسي من اليمين يتولى المهام الفخرية إلى حد كبير لرئيس الدولة لولاية من سبع سنوات يمكن تجديدها لفترة غير محددة. خاض كاتساف قبل ذلك مسيرة سياسية لمدة 23 عاما لكن بدون أن يبرز كثيرا وحصل فقط على حقيبتي النقل والسياحة. ولد كاتساف في إيران في 1945 لدى عائلة مؤلفة من ثمانية أطفال، ووصل إلى إسرائيل بعيد إنشائها عام 1948 وأقام في أحد المخيمات التي كانت مخصصة انذاك للمهاجرين الجدد في «كريات مالاشي» جنوبي تل أبيب. واستقر بعد ذلك في العاصمة مع زوجته جيلا وأولادهما الخمسة. وفي 1969 انتخب رئيسا لبلدية «كريات مالاشي» حين كان في الرابعة والعشرين من العمر ليصبح بذلك أصغر رئيس بلدية في إسرائيل. وكاتساف حائز على إجازتين في التاريخ والاقتصاد، ودخل إلى الكنيست عام 1977 وأعطى صورة السياسي المعتدل نظرا للهجته المعتدلة وبراغماتيته. ويقدم كاتساف نفسه على أنه يهودي ملتزم ويحترم التقاليد وكان دائما مدافعا عن القضايا الاجتماعية والمهمشين وغالبيتهم من اليهود الشرقيين. وقد عارض موشيه كاتساف اتفاقات اوسلو التي أبرمت مع منظمة التحرير الفلسطينية في 1993 قبل أن يكون من بين أوائل شخصيات اليمين التي اعتبرتها واقعا قائما. وفي مبادرة مهمة، تبادل بعض الكلمات بالفارسية مع الرئيس الإيراني آنذاك محمد خاتمي على هامش مراسم دفن البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان في أبريل (نيسان) 2005.