يكتنز متحف الناجم الكثير من المقتنيات التي تعود إلى أمد السنين بعضها اقتناها بدراهم معدودة من داخل المملكة والبعض اجتهد في الحصول عليها من الخارج بهدف توثيق هذه النوادر والحفاظ عليها من الاندثار . جولة «عكاظ» في متحف الناجم الذي يعود لأكثر من 20 سنة والذي بني على مساحة 2500م، رصدت مقتنيات تصنف ضمن 18 نشاطا حرفيا وفنيا مثل البقالة القديمة، النجار، الحداد، الصفار، مصلح المفاتيح، محل صرف العملات القديمة، محل صناعة الفخار، الخياط، الكواي، الصايغ، الخباز القديم، الحلاق، القفاص، الخراز، ستديو التصوير القديم، محل خياطة البشوت القديمة، مكتبة وفصل دراسي قديم، قسم خاص لشركة أرامكو قديما، قسم خاص للخطوط السعودية بالشعار القديم، ركن خاص لأدوات الفلاحة والتي تشتهر بها الأحساء، غرفة العروس القديمة بكامل محتوياتها، مجلس خاص للنساء، ديوانية الرجال القديمة، وموقع خاص للأدوات الفخارية القديمة الموجودة في الأحساء، والتي يزيد تاريخها على 40 سنة مثل مرازيم المياه القديمة والتي كانت توضع على بيوت رجال الأعمال والميسورين فقط وجرة المسجد التي كانت توضع للوضوء ومدخنة فخارية والزير القديم. جولة «عكاظ» كشف أيضا ما يختزنه هذه المتحف من نوادر إسلامية حيث نجد في جنبات هذه المتحف قطعا نادرة إسلامية أهمها السيوف الإسلامية، البنادق، الخناجر، والعملات، إضافة إلى الراديو القديم، الآلات الكاتبة، الساعات القديمة المصنوعة من الذهب والفضة، ولوحات السيارات القديمة، التي تعود لعهد المؤسس الملك عبد العزيز، والملك سعود، والملك فيصل، وغيرها من الأدوات والمقتنيات التي تعكس الحياة في الزمن الماضي وتؤرخ لتطور المملكة. وفي جانب من المتحف الذي يقع في مدينة الجفر توقفنا عند مروحة غريبة الشكل تعمل بالهندل، يروي لنا صاحب المتحف وليد عبد الله الناجم قصة اقتنائها قائلا: «حاولت أن أشتري هذه المروحة النادرة التي تعمل لما يقارب الساعة حيث وجدتها مع شخص بحريني اشتراها بملغ 700 ريال من جمهورية مصر حاولت على مدى ثلاث سنوات أن اشتريها لكنه كان يرفض وفي أحد الأيام تلقيت اتصالا من أحد الأصدقاء بأن الأخ البرحيني يرغب في بيع المروحة فهو محتاج مبلغ ويريد السفر فذهبت إليه واشتريتها بمبلغ 3000 ريال وعندما اشتريتها وصل قيمتها إلى 77 ألفا ولكني لن أبيعها. الناجم الذي يرى متحفه هو حياته، قال: «أهدف من هذا المتحف الحفاظ على كل ما هو أثري وقديم»، وأضاف «هذه المقتنيات التي تملأ أركان هذا المتحف ليست قطعا أثرية فقط ولكن هي شواهد قديمة على عبق الماضي وعراقة التاريخ وتحكي حياة الآباء والأجداد وهي جسر للتواصل بين الأجيال ليتعرف الجيل الجديد على الماضي العريق ويتلمس التطور والنهضة المباركة التي تعيشها المملكة هذه الأيام». ويرفض الناجم بيع متحفه، وقال: «رفضت بيع المتحف لشخص دفع 6 ملايين ريال»، وأضاف «المتحف حياتي ولن أبيعه».