يأتي إلينا العيد ونحن في جوع إلى الفرح في أعقاب عام مفعم بالأحزان والآلام والمشاق، لكننا لانفرح!! فحين يأتي العيد متلصصا يدب على أطراف أصابعه ملونا بحمرة الدم ومبللا بملوحة الدمع، هل يمكن للفرح أن يصحب موكبه!! هل يمكن للفرح أن يصحب عيدا يأتي دامي الوجه تلطخ أثوابه آثار أقدام الموت يمر من فوقه!. عالمنا العربي يعيش عاما يستضيف الموت والعنف، عاما ينسج أيامه من بكاء الثكالى وشهقات الأيتام وصراخ الموجوعين بسياط التعذيب، عاما ينصهر بإعصار القهر والاستبداد، وإن كان البعض يغمض عينيه ثم لايرى سوى ربيع. حين يرتسم الاستخفاف بالأرواح على أراضينا العربية، وحين تصير إهانة الإنسانية هي التفاصيل الصغيرة لكل يوم، وحين تغيب صورة الحق والعدالة ليستفرد بالمكان الطغيان والاستبداد والظلم، هل يمكن لنا أن نفرح!! كيف يمكن للفرح أن يسكننا والحزن يقتادنا كل مساء لنقضي السهرة في خيمته!! يتعثر الفرح في الطريق فلا يأتي، تتخطفه أجنحة الموت تخفق في كل مكان من حولنا، تعرقل خطوه أنهار الدم تنزفها أجساد الضحايا الملقاة قرابين مجانية على مائدة العيد. يتعثر الفرح في طريقه، ويسلم العيد بعجزه عن أن يأتي إلينا بالفرح، لكنا في ظمأ إليه، فبعد أن جفت أكبادنا من حرقة الشقاء والحزن نشعر بالظمأ إلى خفقة فرح تعيد إلينا السكينة والرضا، فكيف نأتي بالفرح !!. ظمؤنا إلى الفرح يجعلنا نختلق أسبابه، نخدع قلوبنا، نغشها عسى أن تلامسها يد السيد الفرح، فنزين الشوارع، ونشعل الأضواء، ونطلق الألعاب النارية، نرتدي ثيابا جديدة، ونقدم العيدية للأطفال، ننظر إلى الوجوه البريئة ملؤها الابتسام فنقترب منها نلامسها عسى أن تنالنا عدوى ابتسامها، لكن الفرح لا يأتي، والقلوب الحزينة لاتنطلي عليها الخدعة !!. حين تتراكم الكوارث والمآسي على الإنسان يشعر بلهفة فائقة إلى الخروج من الظلام المطبق على روحه، فيتعلق بأهداب الفرح يستجديه أن يأتي، أن ينتزعه من ظلامه، أن ينقذه من غصاته الدائمة بآلامه المرة، أن يعينه على الصمود في وجه كآبته السوداء، يظل يستجدي ويستجدي، لكن الفرح لايأتي. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة