لو لم يكن لهذه الأمة، سوى هذه المواسم الخالدة في التاريخ والوجدان، وهؤلاء الرجال، الضامني أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن، وهذه المشاعر الأرضية، والمشاعر القلبية، في المكان والزمان، لكان كافيا لصنع ذكريات وحكايات بامتداد هذا العالم، المتجاوز اللحظة الراهنة سبعة مليارات إنسان. تتحدث عن «صيني» آتيا من فج عميق واقع أقصى الأرض، يحكي لبنيه عن ما وجد هنا. عن لاتيني أمريكي يقص لبلاد الفضة حكاية الصحراء. عن الشمال الأقصى، والجنوب الأدنى، إذ يجتمعان. كلهم يصنعون حكاياتهم الذكرياتية عن المكان في نفس الزمان. واللذان لن يكونا سوى هذا الذي نجوس اللحظة / المسافة. لذا: لزم أن تكون الحكاية آخذة مكان المبهج من الأمر. مكان السرور والذكريات الودودة. بسمة الوجوه، ورضى القلوب. ولهذا، كانت قدسية هذا المكان وشرف الاقتراب منه، ملزمة بأمور لا يستوجبها أي مكان. ومقتضية أثمانا باهظة. إذا السياحة في كل الأرض للأرض. وهنا للسماء. متى بنيت الكعبة. كم نبيا طاف بها. كم رجلا في بوابات التاريخ الكبرى يشمخ قوسه عبر من هنا. كم خليفة. كم رجلا أغبر عبر الأرض من طنجة، من مرو، من بخارى، ومن جنوب الضفاف التشيلية، ليكون هنا. أنت حكاية مروية لا تحدها الحدود، ولا يلزم أن تعترف بك لجان الآثار العالمية، أو لا. إذ أنت أقدم من أقدمها. وهي أبأس من أن تكون خالصة النوايا، هي المثقفة والمتعلمة، حين تتدنى مستوى صدقيتها الثقافية لتكون مجرد تصويت حقير، تقدم عليه دولة لشطب تاريخك، أو تمنحك إياه تكرما ومنة. وما فلسطين عنا ببعيد .. وجب أن يكون هذا في ذهن العابرين هنا. لستم مجرد شخوص تخصون ذاتكم. أبطال حكاية أنتم، على امتداد رقعة الأرض وصفحة التاريخ. وأينما وجد مسلم مكن الله له المجيء إلى هنا، فقد دخل بطولة الرواية. هنا قد تبسم بسمة صغيرة، فتخلد حكاية كبيرة، لآتٍ من أقاصي الأرض البعيدة. أيها الفرد المجهول هنا: أنت بطل رواية ممتدة الصفحات منذ اثنتين وثلاثين وأربعمائة وألف من السنوات. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 252 مسافة ثم الرسالة