يوافق يوم غد يوم عرفة، وفيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الحج عرفة». وأن خير ما قال والأنبياء من قبله عليهم وعليه أفضل الصلاة والسلام في هذا اليوم: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير». وعلى الحجاج رفع صوتهم بالتلبية التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من ملب يلبي إلا لبى من عن يمينه أو شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا عن يمينه وشماله» رواه الترمذي. وخرّج أحمد وابن ماجه بإسنادهما عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من محرم يضحي يومه يلبي حتى تغيب الشمس، إلا غابت بذنوبه فعاد كيوم ولدته أمه». وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «جاءني جبريل فقال: مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج». لذا كان لزاما على الحجاج أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية لينالوا الأجر من الله. ولشاعرنا الكبير معالي الأستاذ حسين عرب رحمه الله قصيدة طويلة بعنوان (لبيك) منها قوله: لبيك .. يا رب الحجيج جموعه وفدت عليك ترجو المثابة في حماك وتبتغي الزلفى لديك لبيك والآمال والأفعال من نعمى يديك لبى لك العبد المطيع .. وجاء مبتهلا إليك * * * هذه الجموع تدفقت منها المسالك والبطاح قطعوا لك الدأماء، والغبراء، واجتازوا الرياح متضرعين إليك، مستهدين يرجون السماح لبيك في الليل البهيم، وفي الغدو وفي الرواح * * * فاللهم تقبل من عبادك دعاءهم وحجهم فإنك رب التقوى ورب المغفرة.