تمكن الدفاع المدني من اختصار زمن تلقي البلاغات عن الحوادث هاتفيا خلال موسم الحج هذا العام إلى أقل من ثلاث ثوان، من خلال تطوير أنظمة الاستجابة في غرفة عمليات الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، واعتماد تقنيات حديثة من أبرزها نظام تحديد موقع المتصل آليا، ومشروع الربط الإلكتروني للمنشآت الحيوية المهمة الذي يتيح إمكانية استشعار الحوادث في المنشآت فور وقوعها. واعتمدت إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة في تحقيق هذا الإنجاز الذي يصل إلى كسر حاجز الزمن على مجموعة من الدراسات الميدانية التي أجراها عدد من المختصين، لإيجاد أفضل الوسائل لتلقي البلاغات وتحريك الفرق الميدانية إلى مواقع الحوادث، وتزويدها بوصف تفصيلي دقيق لموقع الحادث وأفضل الطرق للوصول إليه. وركزت الدراسات الميدانية على ضعف حالة التركيز عند أصحاب البلاغات عن الحوادث التي تدخل في نطاق الدفاع المدني بسبب الهلع أو الخوف والتي تقل بنسبة 70 في المائة، بخلاف تلقي أكثر من بلاغ عن الحادث الواحد من خلال الأشخاص المتواجدين بالقرب من موقعه. وعلى هذا تم تطوير أنظمة تلقي البلاغات بحيث يتسنى لعمليات الدفاع المدني تحديد موقع المتصل آليا والتحديد الدقيق لموقع الحادث عن طريق النظام البريدي (واصل) واستخدام أرقام الاشتراكات في شركة الكهرباء. ويتيح نظام (انتل نت) لعمليات الدفاع المدني متابعة أنظمة إنذار الحرائق والإطفاء والسلامة ومراقبة مستوى مياه خزانات الحرائق وأنظمة المصاعد في هذه المنشآت، واستشعار الحوادث آليا فور وقوعها من خلال تلقي الإنذار المبكر عنها، وهو الأمر الذي يعني تقليل زمن تلقي البلاغ إلى أقل من ثلاث ثوان. وتكتمل منظومة نجاح الدفاع المدني في كسر حاجز الزمن في تلقي البلاغات عن الحوادث وسرعة مباشرتها من خلال تحديد موقع الحادث بدقة عن طريق الأقمار الصناعية والتعرف على المنطقة المحيطة به، وطبوغرافية منطقة الحادث وتحديد مصادر الخطورة فيها، وأقرب وحدات وفرق الدفاع المدني لموقع الحادث، كذلك تحديد أقرب مواقع المستشفيات ومراكز الإيواء والإسناد الآلي، لدعم الوحدات الميدانية متى كانت هناك حاجة لذلك، ونقل المصابين لتلقي العلاج في أسرع وقت ممكن.