رسمت القوات الأمنية المعنية بحفظ أمن الحج أمس لوحة استعراضية مطرزة بكل فنون القوة القتالية والتأهب الأمني أمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي وقف في الاستعراض العسكري تحية وإجلالا للوحة كبيرة مرت من أمام المنصة الرئيسة للحفل تحمل صور شهداء الواجب في وزارة الداخلية والذين قضوا نحبهم دفاعا عن تراب هذا الوطن، فما إن مرت تلك الحافلة الأمنية التي تحمل تلك اللوحة حتى وقف ولي العهد وأصحاب السمو الأمراء والوزراء وكافة القيادات الأمنية وظل سموه واقفا لمدة عشر دقائق يحيي فيها القوات الأمنية. وتعالت صيحات رجال الأمن مرددين «قوة، عزيمة .. نصر» وعبارة «كلنا صقور نايف» حيث هزت تلك الصيحات الميدان العسكري برمته فيما انطلق الاستعراض الأمني لتلك القوات المتأهبة والذي دام قرابة 40 دقيقة وانطلق بتقدم قائد العرض العسكري النقيب مظلي أحمد بن نحيت الحربي طالبا الإذن من ولي العهد بالبدء في العرض فأومأ له وانطلق العرض بمرور 16 وحدة من أفراد قوات الطوارئ الخاصة وهي القوات المعنية بإدارة الحشود البشرية في منشأة الجمرات وكذا فض الشغب ومنع التجمهر والتجمعات. ثم مرت القوات الخاصة للأمن الدبلوماسي في عرض لخمس وحدات من الأفراد وهي تردد عبارة «اتحاد، قوة، عزيمة ونصر» وبعدها مرت القوة الخاصة لأمن الحج والعمرة. ولم تغب القوات الخاصة لأمن المنشآت الخاصة عن المشاركة في هذا العرض حيث تقدمت خمس وحدات مكونة كل وحدة من 100 فرد ثم جاءت بعدها قوات الأمن الخاصة. وجسدت قوات الأمن الخاصة فرضية التدخل السريع من خلال تلك المدرعة التي سميت «الكاسر» والتي قفز منها رجال الأمن أثناء مرورها، في تأهب للحماية والتدخل للإنقاذ. وكان هذا المشهد محل متابعة من كافة الحاضرين في مقر الاحتفال حيث كان تجربة قتالية حية. حيث نفذت قوات الطوارئ الخاصة في ميدان العرض العسكري فرضية «صولة الحق» التي أظهرت تكتيكا خاصا في مكافحة الإرهاب وتطبيقات للخطط الاستراتيجية التي أثبتت جاهزيتها للمساهمة في فرض هيبة الأمن في مهارات قتالية قادرة على التعامل مع الإرهاب بكافة صوره وأشكاله حيث تم لأول مرة في تاريخ العرض العسكري تنفيذ فرضية واقعية أمام ناظري ولي العهد وأظهرت أساليب فريدة توضح كيفية التعامل مع المواقف الإرهابية، وهدفت هذه الفرضية صوب عكس مدى جاهزية رجال الأمن الدقة في الإصابة والتعامل مع مختلف المواقف الإجرامية تحت أي ظروف وعلى الرغم من الحواجز الطبيعية والصناعية، وظهرت جليا قدرات رجال قوات الطوارئ في التعامل مع الأسلحة الخفيفة بمختلف الأوضاع والتبديل السريع في حالة العطل المفاجئ ودقة الرماية، وشاهد ولي العهد والأمراء والوزراء والمسؤولون ورجالات الصحافة والإعلام المحلية والخارجية مهارات عالية لرجال الأمن أظهرت قدرتهم على التعايش مع كافة المواقف وإتقان مهارات التمويه. وحلق في سماء العرض العسكري الذي شهده ولي العهد الأمير نايف أمس أسطول من الطيران الحديث الذي سيشارك في حفظ أمن الحج حيث مرت طائرتا «شواريز s92» التي تعد من أحدث الطائرات العمودية حيث لم ينتج منها سوى 122 طائرة على مستوى العالم والتي تتوزع في 21 دولة فقط وهي طائرات مجهزة بنظام تقليل الاحتزاز إلى جانب أنظمة متعددة، وأثناء مرور تلك الطائرات من أمام العرض العسكري وقدمت عرضا في سماء المشاعر وكانت على شكل مجموعتين كل مجوعة أربع طائرات. وسجل رجال قوات الأمن الخاصة أمس بصمة خاصة في العرض العسكري من خلال عرض استخدم فيه حبل الانتشال ومنصة الانتشال، حيث مرت طائرتان الأولى تحمل عشرة أفراد تم إسقاطهم في الهواء بواسطة منصة الانتشال وكان رجال الأمن يمرون من أمام الحفل الرئيس فيما حملت الطائرة الثانية ستة أفراد تم إنزالهم بواسطة حبل الانتشال وهذه العمليات تسخدم في الإنقاذ أثناء الكوارث وعند التدخل السريع في أي حدث وكان رجال الأمن الذين جسدوا هذه الفرضية يحملون لوحة كبيرة فيها صورة الملك عبد الله وصورة الأمير نايف وعبارة كلنا فداء للوطن ووطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه. ولم تغب قوة الأدلة الجنائية عن هذا الحدث المهم حيث مرت سيارات مجهزة بأحدث التقنيات في اكتشاف الجريمة ومن تلك القوة قوة المتفجرات التي يعمل فيها قرابة 150 مختصا في إزالة المتفجرات وكذلك 20 فرقة للتفتيش والتي تشارك في موسم حج هذا العام من خلال تأمين أماكن حجز السيارات وأماكن التجمعات الكبيرة. وعادت قوات الدفاع المدني بالذاكرة نحو 42 عاما حيث تقدمت آليات الدفاع المدني وسياراته تلك السيارة الصغيرة التي كانت مستخدمة في الحج للحرائق قبل 42 عاما في رسالة تدل على مستوى التطور والتقدم الذي شهدته المعدات في هذا الجهاز الحيوي. رجال الأمن المشاركون في هذا الاستعراض العسكري كانوا في أهبة الاستعداد لموسم حج هذا العام وهذا ما أكده مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني في كلمته أمام الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حيث أشار إلى أن هؤلاء الرجال الأشداء سيكونون رحماء لضيوف الرحمن ولكنهم سيضربون بيد من حديد على كل يد تحاول العبث بأمن الحج. واستقبل ولي العهد لدى وصوله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية. ووصل في معيته صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون العامة، ، صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن نايف بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن نايف بن عبدالعزيز. حضر العرض صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، صاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية، صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز نائب رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل بن عبد العزيز وعدد من الوزراء وأعضاء لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين.