دعا أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور أحمد خالد بابكر حجاج بيت الله الحرام إلى التحلي بآداب وسلوك الحج واجتناب المحاذير والفتن أثناء آداء المناسك. وأكد في بيان صدر أمس عن المجمع أهمية احترام قدسية الأماكن الطاهرة والمشاعر المقدسة، مبينا أن مكةالمكرمة ميزها الله بالأمن والأمان للإنسان والطير دون كثير من البقاع على هذه الأرض، قال سبحانه وتعالى: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) وقال (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً). وقال عز وجل: (أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، وقوله: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ). وأوضح أن الله عز وجل قد طلب منا تعظيم حرماته وشعائره بقوله عز وجل (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ)، وقال تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب), مفيدا أن الله عز وجل تكفل بحفظ الحرم ومعاقبة كل من يحاول الإعتداء على أمنه وأمن أهله وقاصديه، وقد ضاعف سبحانه فيه الحسنات وحاسب فيه على مجرد إرادة السيئات، فقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ). وقال رسوله صلى الله عليه وسلم (لا تَزَالُ هذه الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ ما عَظَّمُوا هذه الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا فإذا ضَيَّعُوا ذلك هَلَكُوا). وحذر الحاج من ارتكاب أي محظور ينقص من أجره ويوهن حجه ليحظى بنيل الغفران الذي ورد في قوله: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)، وعليه أن يستجيب لأمر الله عز وجل: (فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ) , مشيرا إلى أن المراد بالفسوق هو الخروج عن حدود الشرع بارتكاب أي فعل محظور , والمراد بالجدال ما كان يجري في زمن الجاهلية بين القبائل من التنازع والتفاخر والتنابز بالألقاب والتماري والتخاصم، وتدخل فيها المناقشات التي تؤدي إلى التلاسن. وأفاد أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي أن الغاية من التحذير والنهي عن الفسوق والجدال هي تعظيم شعائر الله وحرماته والوقوف عند حدوده، والحرص على توفير الجو الآمن في المشاعر المقدسة، ومن توحيد الله عز وجل وتعظيمه وتعظيم شعائره عدم مزج أعمال الحج المشروعة بغيرها، واستغلاله بما ليس منه، كل هذا عبث، ودفع للحجاج إلى أعمال وأفعال لم ترد في كتاب الله عز وجل، ولا نقلت عن المصطفى، ولم يفعلها سلف هذه الأمة من الصحابة ولا من التابعين، ولا من بعدهم، وإنما هي بدع منكرة مضلة، تبطن الإساءة إلى أمن الحرم، وأمن الحج والحجاج، وتصرفهم عن أداء المناسك في أمن وطمأنينة، وتعكر صفو الحج وتصرفه عما شرع من أجله، وتجعله بعيدا كل البعد عن قدسيته وروحانيته، وتزعج ضيوف الرحمن الذي قطعوا المسافات ليذكروا اسم الله في أيام معلومات، وتشوش عليهم. واضاف أنه ينبغي أن يحرص كل حاج على أن يكون عونًا لغيره من الحجاج على تيسير أداء مناسكه، وأفضل ما يحقق ذلك هو التقيد بالأنظمة، واتباع التعليمات، والإسترشاد بالتوجيهات التي يتوجه بها القائمون على تنظيم الحج، وكذلك الاهتداء باللوحات الإرشادية التي لم توضع إلا من أجل حفظ النظام الذي يراعي مصلحة الجميع. ورفع أمين المجمع الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على كل الإمكانيات التي سخرتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وزوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.