حذر مجمع الفقه الإسلامي الدولي حجاج بيت الله الحرام من ارتكاب أي محظور ينقص من أجرهم، ويوهن حجهم ليحظوا بنيل الغفران الذي ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، وعليهم أن يستجيبوا لأمر الله عز وجل "فلا رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ"، والمراد بالفسوق، أي الخروج عن حدود الشرع بارتكاب أي فعل محظور. وجاء في بيان أصدره المجمع أمس: المراد بالجدال ما كان يجري في زمن الجاهلية بين القبائل من التنازع والتفاخر والتنابز بالألقاب والتماري والتخاصم، وتدخل فيها المناقشات التي تؤدي إلى التلاسن، والغاية من التحذير والنهي عن الفسوق والجدال هي تعظيم شعائر الله وحرماته والوقوف عند حدوده، والحرص على توفير الجو الآمن في المشاعر المقدسة، ومن توحيد الله عز وجل وتعظيمه وتعظيم شعائره عدم مزج أعمال الحج المشروعة بغيرها، واستغلاله بما ليس منه، فكل هذا عبث، ودفع للحجاج إلى أعمال وأفعال لم ترد في كتاب الله عز وجل، ولا نقلت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها سلف هذه الأمة من الصحابة ولا من التابعين، ولا من بعدهم، وإنما هي بدع منكرة مضلة، تبطن الإساءة إلى أمن الحرم، وأمن الحج والحجاج، وتصرفهم عن أداء المناسك في أمن وطمأنينة، وتعكر صفو الحج وتصرفه عما شرع من أجله، وتجعله بعيداً كل البعد عن قدسيته وروحانيته، وتزعج ضيوف الرحمن. وجاء في البيان الذي تلقت "الوطن" نسخة منه، أنه ينبغي أن يحرص كل حاج على أن يكون عونًا لغيره من الحجاج على تيسير أدائه مناسكه، وأفضل ما يحقق ذلك هو التقيد بالأنظمة، واتباع التعليمات، والاسترشاد بالتوجيهات التي يتوجه بها القائمون على تنظيم الحج، وكذلك الاهتداء باللوحات الإرشادية.