أن نفقد سلطان الخير تلك مشيئة الله التي لا حيلة لنا فيها ولا قدرة. فقط نستطيع أن نطلب له الرحمة والغفران لينعم في جنات ربه مطمئنا بإذن الله، ونذكر خير أفعاله وصالح أعماله لتبقى تلك الذكرى نبراسا ينير دربنا على طريق المستقبل. ولم يكن هناك من عزاء لنا بتلك الخسارة الفادحة بأفضل من اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد، وهو الذي لا تقل صفاته عن سلفه ليكون خير خلف لخير سلف. هذا الاختيار الذي أدخل الاطمئنان إلى قلوب أبناء الشعب السعودي أولا، والأمتين الإسلامية والعربية، بعد أن خبروا شخصيته القيادية طوال ممارسته المسؤولية في سدة الحكم لسنوات طويلة، وعرفوا مواقفه في كثير من الحالات والأزمات والتحديات. فكان الرجل المناسب في المكان المناسب ليصبح اليوم في موقعه الطبيعي لما قدمه من تضحيات وخبرات لصالح المملكة وشعبها العزيز. إن أهم ما يوصف به ولي العهد الجديد، إلى جانب حبه لعمل الخير ودعم العلم والتعليم ورحابة الصدر وتقبل الآخر والاستماع إلى مشاكل شعبه، هو تلك الحكمة والحنكة والصبر وطول الأناة في معالجة الأمور مع حزم شديد حين يتطلب الوضع حسما إيجابيا للمصلحة العامة، خاصة في مواجهته للإرهاب في الداخل والخارج وما عكسته ممارسات الإرهابيين من ضرر على المملكة بشكل خاص وعلى الساحتين العربية والإسلامية بشكل عام. لقد اضطلع الأمير نايف بدور جوهري في لجم امتداد إرهاب الأفراد وجماعات كانت تضمر الشر لتاريخ المملكة والعالم العربي ولحاضرهما ومستقبلهما. وقد نجح في ضرب الحركات الإرهابية داخل المملكة بيد من حديد، وقضى عليها بشكل شبه نهائي بعد أن أرهبت الخلق وأدخلت المملكة والإسلام في مقاييس ومعايير ليست من صفاتهما ولا من تاريخهما ولا من أخلاقهما. وأفهم الأمير نايف العالم أن الإسلام دين الرحمة والمحبة لا دين القتل والتكفير. كذلك تمكن من ملاحقة فلول الإرهاب في الدول المجاورة والبعيدة، وشارك مع أعوانه في تلك الدول بوضع الخطط الكفيلة بالقضاء على الإرهابيين والحد من مفاعيل ممارساتهم على أرض تلك الدول، حتى بات يعرف باليد الضاربة للإرهاب والرجل الحازم والحاسم في مواقع الحق والعدل. إن ما يستبشره السعوديون والعرب والمسلمون في ولي العهد الجديد من خير وحكمة وحنكة وحزم هو ذات الأمل الكبير بالتقدم والنجاح والازدهار للمملكة والأمة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين لتستمر مسيرة المملكة في اتجاه العدل والاعتدال والرؤية البعيدة والواضحة لكيفية معالجة أوضاع البلاد والمنطقة حتى تبقى المملكة تلك الدولة الفاعلة والمؤثرة والقائدة في محيطها العربي والإسلامي وحتى يبقى الدور السعودي رائدا في كل المجالات والظروف. إنه خير خلف لخير سلف والحمد لله أن المسيرة مستمرة في المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأعوانه نحو خير الأمتين الإسلامية والعربية.