وسط أكوام الحديد والقش والكراتين والنفايات المتكدسة، تسكن عائلة مكونة من تسعة أشخاص؛ أم سعودية وزوجها المقيم وسبعة أبناء، خمسة ذكور وفتاتين، يفترشون الكراتين، همهم الأول التخلص من العوز الذي يكبل حياتهم. منزلهم متهالك أساسه الطوب والخشب، لكنه لا يقي ساكنيه حرارة الشمس ولا الرطوبة ولا يمنع عنهم تسرب مياه الأمطار، تحيط بهم النفايات من كل جانب، وليس ببعيد عنهم عمائر سكنية حديثة. يحلمون بتشييد مبنى مماثل على قطعة الأرض التي يسكنون عليها منذ 30 عاماً. فعائلة محمد عمر مسرحي تعيش بين بقايا حديد الخردة والأخشاب، وهي مصدر رزقهم الذي يقتاتون منه، ويعتمدون أحياناً على إعانات المحسنين الذين يقدمون لهم بعض الطعام، بعد تجاهل الجمعيات الخيرية الطريق المؤدية إلى منزلهم بحسب تعبيرهم. الابن الأكبر وهن العظم منه بحثاً عن مورد رزق يعين أسرته في قوت يومها، وشقيقه المقعد عمر يعاني حالة مرضية صعبة، ويؤكد والده عجز الأطباء عن تشخيصها، ويتطلب الأمر أحياناً تقييد رجله خوفاً على حياته، فيما تعاني الأم (المواطنة)، التي ارتبطت بغير سعودي، الأمرين بين أب غير سعودي وابن مريض وفتاتين تجاوزتا العقد الثالث من العمر تعانيان حزمة من الأمراض، فالزوج المسن محمد عمر مسرحي (مقيم) منذ أكثر من 50 عاما على حد قوله، حصل على قطعة أرض في حي سكني في جازان، ورغم توجيهات الإمارة بناء على توصيات لجنة مختصة بمساعدته مالياً وإدراجه ضمن قائمة المستفيدين من الجمعيات الخيرية، إلا أن التوجيه لم يترجم على أرض الواقع على حد قوله. وحصلت «عكاظ» على محضر صادر عن لجنة مكونة من إمارة منطقة جازان في 24/4/1419ه، خرجت بعدد من التوصيات، منها «مساعدة محمد مسرحي مالياً نظراً لوضعه المادي الصعب، ومنحه الأرض التي يعيش عليها كونه يسكن عليها منذ 30 عاما وله أخ سعودي، والبحث عن معاملة المذكور في الأحوال الخاصة، ولديه معاملة خاصة في الإمارة منذ عام 1409ه، وله أخ سعودي متوفى حاصل على حفيظة نفوس، ونقل المذكور وأسرته من موقعه كون المنزل الذي يعيشون فيه آيلا للسقوط ويهدد حياتهم»، ورغم مضي أكثر من 11عاماً على رفع تلك التوصيات، إلا أن المسرحي وعائلته لا يزالون يعيشون في انتظار المساعدات والحصول على الجنسية وتوفير الحياة الكريمة لهم، بعد أن رفضت المستشفيات علاج أبنائه، وعجز عن توفير المال اللازم لضيق ذات اليد.