أعضاء (التحكيم): 1 - جورج عطا الله حنا (رئيس اللجنة خريج المطبخ العربي). 2 - بيير بطرس (دكتوراه في علم الحلاقة من جامعة السوربون). 3 - فتحي خضر (فني أشعة ومحلل مختبرات). 4 - بعير (بالتشديد) بن حميدان (سادسة ابتدائي وعاطل عن العمل في الوقت الحالي). 5 - بسطويسي بن فرغلي (حرامي سابق .. وتاب الله عليه .. ويعمل الآن مغني). المحكمة (مكان إقامة المسابقة) .. أنوار خافتة كأنها شغالة على القاز. توزيع لجنة التحكيم: في المنتصف رئيس اللجنة وفي الجناح الأيمن بسطويسي صاحب الصلعة الذهبية وبجواره بعير بن حميدان كأنه شحاذ عند باب المسجد .. أما في الجهة اليسرى ففتحي خضر بنظارته الكبيرة وبجواره بيير بطرس صاحب الابتسامة الخبيثة كأنه يحقق مع الشاعر. دخل الشاعر من فتحة الباب من الجهة اليسرى وهو يرتجف ويقدم رجلا ويؤخر أخرى. جورج .. قدم نفسك. المتهم: الشاعر عنترة بن شداد العبسي. يقاطعه بسطويسي قائلا نحن من يحدد إذا كنت شاعرا أو لا. جورج .. قدم قصيدتك يا عنترة: عنترة: إذا كشف الزمان لك القناعا ومد إليك صرف الدهر باعا فلا تخش المنية واقتحمها ودافع ما استطعت لها دفاعا ولا تختر فراشا من حرير ولا تبك المنازل والبقاعا وحولك نسوة يندبن حزنا ويهتكن البراقع واللقاعا يقول لك الطبيب دواك عندي إذا ما جس كفك والذراعا ولو عرف الطبيب دواء داء يرد الموت ما قاسى النزاعا وفي يوم المصانع قد تركنا لنا بفعالنا خبرا مشاعا أقمنا بالذوابل سوق حرب وصيرنا النفوس لها متاعا حصاني كان دلال المنايا فخاض غبارها وشرى وباعا وسيفي كان في الهيجا طبيبا يداوي رأس من يشكو الصداعا أنا العبد الذي خبرت عنه وقد عاينتني فدع السماعا ولو أرسلت رمحي مع جبان لكان بهيبتي يلقى السباعا ملأت الأرض خوفا من حسامي وخصمي لم يجد فيها اتساعا إذا الأبطال فرت خوف بأسي ترى الأقطار باعا أو ذراعا فتح أعضاء لجنة التحكيم أفواههم لما سمعوا من شعر .. وكل واحد يقول في نفسه .. من أين لهذا (العبد) كل هذا الثراء اللغوي. المهم .. بدأت اللجنة بتعليقاتها المفيدة. قفز بسطويسي مثل القرد وهو يخاطب عنترة .. قائلا: قصيدة ضعيفة وتنقصها الوحدة الموضوعية ولو استمعت للشاعر (شعبان عبدالرحيم) ومعلقته .. دنا بكره إسرائيل ..إلخ، لتعلمت الشعر الحقيقي أو لو استمعت لأي فنان أو بائع مصري وهو يجعر مع الصباح لكنت شاعرا بحق، عموما أنا لا أقيز الأصيده (لا أجيز القصيدة) وأتمنى لك التوفيق. جاء دور بيير بطرس .. قصيدة لا بأس بها وجيدة وتحتاج إلى تدقيق .. أنا لا أجيزها. بعد ذلك جاء دور .. بعير بن حميدان .. وهو رجل مسكين لا يعرف حركات وخبث مثل هذي البرامج التي تلعب على عقول المساكين.. بعير قبل أن يأتيه الدور كان يرتجف ويشرب الكثير من الماء .. ولما جاءه الدور أخذ يتمتم من شدة الارتباك والحرج حتى أصبح كأنه ساحر أو دجال ولكن تدارك الموقف بسطويسي وعمل مثل المترجم الفوري .. بسطويسي أصل الأخ بعير يأصد (يقصد) أن القصيدة كلام فارغ وأن أصل الشاعر يستاهل الضرب بالقزمة (بالجزمة)، أخذ بسطويسي يكيل السب والشتم لعنترة ويكذب على بعير وأصبح بعير كأنه رجل أبكم .. المهم قال بسطويسي في نهاية ترجمته إن القصيدة غير مجازة. وفي النهاية وبعد انتهاء كلام اللجنة .. وكلهم لم يجز القصيدة .. وأخذ بسطويسي يرقص عشره بلدي بعدما خرج عنترة وهو مطأطأ الرأس وهو يشيعه بقول العبيط أهوه العبيط أهوه. (جميع الشخصيات من وحي الخيال وأي تشابه بينها وبين الواقع مجرد صدفة). [email protected] [email protected]