الموت حق.. وهو مصيرنا المحتوم..ليس للإنسان خيار عنه طال العمر أو قصر لقول الحق تبارك وتعالى: (كل من عليها فان) آية 26 من سورة الرحمن ..لكنه ألم وحسرة على فقد قريب أو حبيب وصديق لأي من.. وهذا أمر ليس فيه مجال للنقاش بكثير الكلام أو قليله.. لكن فقد سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ووزير دفاعه ..ألم عام وحسرة للشعب السعودي على رحيله ..بل تجاوز ألم وفاته بلادنا إلى أصقاع المعمورة بما له من أياد بيضاء في جميع النواحي التي تهم الإنسان أينما كان. الحقيقة أن من يدرك حجم سلطان الإنسان..ويستعرض بعض مناقب الخير التي كانت تجود بها نفسه قبل يده، يدرك أن الرجل حالة قل مثلها في هذا العصر.. وقل أن يجود الزمن بما يماثله من الرجال أصحاب السلطان والجاه والمال.. فقد كان رحمه الله جمعية خيرية متنقلة.. فقد كان رحمه الله السباق للمحتاجين في إسكانهم وعلاجهم، وتأمين متطلبات معيشتهم وحاجات معوقيهم.. ولعلي لا أبالغ عندما أقول إن مؤسسة سلطان الخيرية التي أسسها لن تتمكن من إحصاء ماقدم، خاصة وهو يجبر عثرات الكرام، ويبني المساجد، ويعتق الرقاب من غير أن يذكر اسمه في سجل المتبرعين. ومع هذا أستطيع القول: وإن كنا قد ودعنا سلطان الخير إلى مثواه في الحياة البرزخية من الممات إلى البعث بإذن الله تعالى، إلا أنه حي بيننا بأفعاله وأعماله وماله، الذي سخره لوجوه الأعمال الخيرية.. فلازال هنا في مؤسسته الخيرية التي أسسها من أجل (مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم) هكذا قال في أول عبارة عن المؤسسة الخيرية. أرأيتم أن سلطان الخير أتعب الناس من بعده وهم يقدمون مساعداتهم للمحتاجين.. وقد أسس منهجا تحت عنوان (سلطان كان هنا..، بل لازال هنا) بخيره وطيبته وابتسامته التي تشفي القلوب. رحمك الله يا مؤسس الخير رحمة الأبرار وألهمنا فيك الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. قال شوقي: المشرقان عليك ينتحبان .. قاصيهما في مأتم والداني. [email protected]