قصة عجيبة يرويها ل«عكاظ» إمام الأمير سلطان في صلاة التراويح والمشرف العام على جائزة الأمير سلطان للقرآن الكريم للعسكريين سابقا الشيخ عبد الله بن صالح آل الشيخ، إذ تثبت دأبا على الطاعة وتعلقا بالعبادة وصبرا ومصابرة عليها. يقول آل الشيخ: «عرفت الأمير سلطان قرابة 13 عاما، وكنت إماما له لصلاة التراويح، عندما نفرغ من الصلاة يقول لي: جزاك الله خيرا أعنتنا على أنفسنا إذ أدينا الصلاة قربة لله، وكان يعتذر إذا غاب أو تأخر». ويصف اعتذاره المعتاد بأنه الخلق الذي جبل عليه وتربى ونشأ عليه في مدرسة الملك عبد العزيز يرحمه الله، كيف يعتذر وهو ذلك القائد، لكنه يفعل ذلك مع أنه ليس بحاجة إلى الاعتذار، ليكون معلما لغيره ولينهلوا من سمته وخلقه الرفيع. ويضيف إمام الأمير سلطان في صلاة التراويح: «كانت الصلاة قريبة من قلبه جدا، ولا أذكر أنه قال لي أطلت علينا أو اختصرت، فإذا فرغ من الصلاة قال: جزاك الله خيرا على أن أعنتنا، ويصلي التراويح 13 ركعة كاملة رغم مشاغله الكثيرة». ويردف «الأمير سلطان غني عن التعريف، وعندما أتحدث فأنا لا أقدم شيئا جديدا، لكني عرفته في تلك السنوات الخالية، فكان نعم الوالد والقائد والموجه والمربي، عملت في الشؤون الدينية لوزارة الدفاع وكانت له توجيهات شفهية مباشرة تبرز فيها النزعة الإيمانية ومحبته للدين ورفعته ومحبته لأفراد الجيش صغارا وكبارا والعناية بهم ومحبة البلد والعطاء وتقديم ما يستطيع للأمة». ويروي قصته مع ولي العهد إبان إشرافه على جائزة الأمير سلطان للعسكريين للقرآن الكريم، فيقول «كان حريصا على أن تقدم المسابقة بعملها الرائد المتميز، لأنها المسابقة الوحيدة عالميا التي تعنى بالعسكريين، فأصبح صداها يتردد واسعا، وكان المتسابقون عندما يحضرون للتنافس على كتاب الله يدعون للأمير القائد وكانوا لدى استقباله إياهم يعرفونه فهو غني عن التعريف والذكر». ويضيف «كان آخر أوامره رحمه الله تكفله بحج الأربعة الأوائل الفائزين في المسابقة على حسابه الخاص، هذه العناية لم تكن غريبة عليه؛ لأنه يدرك مدى تأثير القرآن الكريم على العسكريين». ويكشف لنا الشيخ عبد الله آل الشيخ جانبا من حس الأمير سلطان الإيماني والروحي العميق، وحرصه على بناء بيوت الله وإقامة الصلوات فيها، إذ يروي أن الأمير يبادر بالسؤال الأهم عن مكان المسجد حين يفتتح مركزا أو هيئة أو قاعدة عسكرية، وذلك قبل أن يسأل عن كثير من الأمور الفنية، مضيفا «ويشهد على ذلك سؤاله إبان افتتاحه مسجد القاعدة العسكرية في أبها عن مسكن الإمام والمؤذن، فعندما عرف أنه لا يوجد وجه ببناء مسكن لهما وقال: «كيف يتوليان شأن المسجد إذا لم يكونا قريبين منه وساكنين بجواره».