تأسس برنامج التوازن الاقتصادي الذي يتولى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، يرحمه الله، رئاسة اللجنة الوزارية المشكلة من عبدالله زينل وزير التجارة والصناعة، الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، خالد القصيبي وزير الاقتصاد والتخطيط، الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة والدكتور مطلب النفيسة وزير الدولة. ويهدف البرنانج إلى تدوير جزء من المال الذي تنفقه الحكومة على عقود مشترياتها الخارجية الكبيرة بما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني، وذلك عبر اتفاقيات للتوازن الاقتصادي توقع مع الجهات الأجنبية المنفذة لهذه العقود تعمل هذه الجهات بموجبها على استثمار ما يوازي نسبة محددة من قيمة العقود في المملكة لإنشاء مشاريع صناعية وخدمية تقنية متقدمة بالمشاركة مع شركات القطاع الخاص السعودي. ومنذ تأسيس البرنامج في العام 1404ه (1984م)، أبرمت اتفاقيات للتوازن الاقتصادي مع جهات عدة من أهمها الاتفاقيات الموقعة مع شركتي بوينج وجنرال إلكتريك، والحكومتين البريطانية والفرنسية وشركة لوسنت تكنولوجيز وشركة ريثيون. وتتمحور مهمات اللجهة الوزارية التي يترأسها الأمير سلطان بن عبدالعزيز، يرحمه الله، في وضع السياسات العامة للبرنامج وتحديد أهدافه، والإشراف العام على برنامج التوازن الاقتصادي واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تحقيق أهدافه. فيما تتابع سكرتارية التوازن الاقتصادي، الأعمال اليومية للجنة التوازن الاقتصادي، وتوفير المعلومات وتقديم المساندة اللازمة للجهات التي لديها التزامات تجاه التوازن الاقتصادي والشركات الراغبة في إنشاء مشاريع مشتركة في المملكة وكذلك للقطاع الخاص الوطني والأجنبي، والتنسيق مع الجهات الحكومية في المملكة لتسهيل نجاح المشاريع. وحقق البرنامج عددا من الإنجازات منها، أن الاستثمارات الكلية بلغت نحو 17 مليار ريال موزعة على 36 شركة، إضافة إلى استثمارات في مشاريع جديدة قيد التنفيذ تصل إلى 3.6 مليار ريال، كما ساهم في إيجاد نحو 6500 فرصة عمل جديدة مباشرة لدى الشركات التي تأسست ضمن البرنامج، كما وصلت نسبة السعودة في شركات البرنامج إلى نحو 50 في المائة من العاملين كحد متوسط، إضافة إلى ذلك ساهم البرنامج في تأسيس قاعدة صناعية وخدمية متقدمة في مجال الطيران والفضاء من خلال شركات (السلام للطائرات، الإلكترونيات المتقدمة، الدولية لهندسة النظم، المعدات المكملة للطائرات، الشرق الأوسط لمحركات الطائرات) التي توفر خدمات ذات أهمية استراتيجية للقوات المسلحة والخطوط الجوية السعودية، إضافة إلى تأسيس شركات كبرى على مستوى الشرق الأوسط في مجال صناعة الأغذية (المتحدة للسكر) والدواء (جلاسكو ولكم السعودية) وصناعة بطاريات السيارات (الشرق الأوسط للبطاريات) وغيرها من الصناعات المختلفة. كما ساهم البرنامج في دعم المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لتنفيذ مشروع تطوير المعايير المهنية الوطنية من خلال التمويل المالي البالغ 32 مليون ريال، حيث نتج عن ذلك الدعم بناء المعايير المهنية لأكثر من 250 مهنة، وإعداد 1000 حقيبة تدريبية. وكذلك ساهم برنامج التوازن الاقتصادي في تأسيس جامعة دار الفيصل من خلال دخول الشركات الأجنبية المرتبطة باتفاقيات للتوازن الاقتصادي (شركة بوينج، بريتش أيروسبيس، تاليس، ويونايتد تكنولوجيز) كأعضاء مؤسسين للجامعة وتقديمهم لمساهمات مالية نقدية وعينية بلغت 10 ملايين ريال لكل من هذه الشركات، أي ما مجموعه 40 مليون ريال.