يلتئم اجتماع مجلس الوزراء غدا في الرياض لأول مرة بعد أن فقد عضوية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله وهو رجل الدولة الذي لم يفقد عضويته في مختلف الحكومات السعودية المتعاقبة منذ أول جلسة عرفتها طاولة مجلس الوزراء يوم الأحد الثاني من رجب 1373ه الموافق للسابع من مارس (آذار) 1954. والمعروف أن أول حكومة عرفتها المملكة العربية السعودية، تم تشكيلها بمرسوم ملكي أصدره صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز في الأول من صفر عام 1373ه الموافق للعاشر من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1953، برئاسة الأمير سعود ولي العهد آنذاك. وبحسب المعطيات التاريخية المثبتة، كان عدد الوزارات عند تشكيل مجلس الوزراء، لا يتجاوز ست وزارات، هي: الخارجية، الداخلية، المالية، الدفاع والطيران، الصحة، والمواصلات، ولم يكن الأمير سلطان وزيرا عند تأسيس المجلس. لكن وفاة مؤسس البلاد أدت إلى تأجيل انعقاد أولى جلسات مجلس الوزراء نحو خمسة أشهر، وهي الفترة التي شهدت ولادة وزارة الزراعة التي حمل حقيبتها الأمير سلطان لينضم إلى عضوية مجلس الوزراء، وهو ما جعله حاضرا في أولى جلسات المجلس، بعد أن ارتفع عدد الوزارات إلى ثمان بعد إضافة وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم حاليا). وتولى الأمير سلطان مهامه وزيرا للزراعة والمياه في 18 ربيع الآخر 1373ه، واستمر فيها حتى 20 ربيع الأول 1375ه، وهي الفترة التي شهدت تأسيس اللبنات الأولى لتوطين البدو في أرجاء البلاد. وخلف الأمير سلطان في وزارة الزراعة والمياه الوزير الأسبق عبدالعزيز السديري. وحمل الأمير سلطان حقيبة وزارة المواصلات خلفا للأمير طلال بن عبدالعزيز في 20 ربيع الأول 1375ه، ليكون بذلك ثاني وزير يحمل حقيبة هذه الوزارة التي استمر فيها حتى الثالث من رجب 1380ه، ليخلفه فيها الأمير بدر بن عبدالعزيز. وفي الثالث من جمادى الآخرة 1382ه الموافق 31 أكتوبر (تشرين الأول) 1962 عرفت وزارة الدفاع والطيران خامس وزرائها، وهو الأمير سلطان الذي حمل حقيبتها منذ ذلك اليوم إلى أن توفاه الله أمس. وجاء الأمير سلطان إلى وزارة الدفاع والطيران بعد كل من: الأمير منصور بن عبدالعزيز، الأمير مشعل بن عبدالعزيز، الأمير فهد بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز. يشار إلى أن وزارة الدفاع والطيران كانت تحمل اسم وزارة الدفاع حتى نهاية فترة الأمير محمد بن سعود، ثم تحول اسمها إلى وزارة الدفاع والطيران مع تسمية وزيرها الراحل الأمير سلطان. وخلصت دراسة توثيقية للدكتور عمر الخولي، وهو أكاديمي متخصص في مجال القانون، إلى أن الأمير سلطان يحتل المرتبة الخامسة بين أصغر من تولوا الحقائب الوزارية في المملكة عند تشكيل أول حكومة، على اعتبار أنه عين وزيرا للزراعة وهو في ربيعه السابع والعشرين. وبحسب الخولي، يعتبر الأمير سلطان بن عبدالعزيز عميد وزراء العالم على اعتبار عضويته في مجلس الوزراء السعودي التي لم يفقدها على امتداد 59 سنة هجرية، ما يعني أن وزراء العالم في مختلف أصقاع الأرض فقدوا عميدهم بإعلان وفاة أقدم الوزراء العاملين وغير العاملين في مشارق الأرض ومغاربها.