أكد الباحث الأكاديمي الدكتور محمد صالح جان الهاشمي أن التفاعل الثقافي بين مكونات الثقافة يؤدي إلى تكيف الإنسان مع مجتمعه،وقال ل «عكاظ»: «الثقافة بأوسع معانيها هي البيئة المحيطة بالإنسان وتأتي العقيدة الدينية على قمة الهرم الثقافي، كما أن الثقافة تشمل مجموعة الأشياء التي يعرفها أفراد المجتمع ويعتقدون فيها ويستخدمونها في حياتهم اليومية ولا يستغنون عنها حتى تستمر حياتهم على الوجه الطبيعي»، وأضاف: «الثقافة عبارة عن الاستمرار الديناميكي للمنجزات الإنسانية التي اخترعت منذ بدء الوجود الإنساني ثم تراكمت واستمرت». وبين الهاشمي الأكاديمي في كلية التربية في جامعة أم القرى «المجتمع الواحد قد تختلف ثقافته من زمن إلى زمن ومادام المجتمع في حركة مستمرة فلابد أن يحمل مع حركته التغيير، فالثقافة الجديدة أكثر ملاءمة لروح العصر»، مشيرا إلى أن ملتقى المثقفين السعوديين الثاني الذي دعت إليه وزارة الثقافة والإعلام يسهم في ترسيخ الثقافة بأبعادها المتعددة، وقال: «الثقافة بمفهومها الشامل تنقسم إلى ثلاثة مستويات وهي العموميات والخصوصيات والمتغيرات»، وأوضح أن العموميات تمثل العناصر الثقافية المشتركة بين المجتمعات كالدين واللغة والعادات والتقاليد وهي تعد بمثابة المعارف الأساسية التي تحفظ كيان المجتمع ووحدته وتماسكه، أما الخصوصيات فهي المعارف التي تهم فئة من الناس الذين يتمتعون بمهاراتهم ونظمهم ولغتهم الخاصة مثل الصحافيين والمعلمين والأطباء وغيرهم ، أما المتغيرات فنقصد بها تلك العناصر الثقافية التي يمارس فيها الإنسان مسؤولية الاختيار وهذه المتغيرات قد تحمل عناصر النمو في الثقافة باعتبارها طرقا جديدة للانتقال من ثقافة إلى ثقافة أخرى. وبين الدكتور الهاشمي «يتوقف ذلك على ما تحمله هذه العناصر الجديدة من عوامل البقاء والقدرة على مواجهة الصراع الثقافي بينها وبين ما هو سائد من أنماط الثقافة»، وقال: «تتميز الثقافة بخصائص عديدة أولها أن الثقافة إنسانية يستطيع الإنسان أن يستفيد من التراث الثقافي للأجيال التي سبقته ويفيد بثقافته الأجيال اللاحقة»، وأضاف «الثقافة تشبع حاجات الإنسان وتساعد على التكيف مع بيئته ومجتمعه لإشباع حاجاته ومواجهة الأوضاع الراهنة وحل المشكلات التي تواجهه ليكون قادرا على تحمل المسؤولية مستقبلا». ولفت الهاشمي «الثقافة مكتسبة ومتعلمة فالفرد يولد ولديه ثقافة وتعليمها لأفراد المجتمع عملية حتمية مستمرة من أجل الحفاظ عليها»، وقال: «الثقافة تختلف باختلاف المجتمعات بسبب اختلاف فلسفة المجتمع ومعتقداته وآرائه ومبادئه وأفكاره وعاداته فما يصلح لمجتمع لا يصلح لغيره» ، وقال: «السلوك الإنساني يمكن أن يتغير عن طريق البيئة الاجتماعية» مؤكدا على أن اللغة من أهم عناصر الثقافة حيث تساهم في انتشار الثقافة كما أن وسائل الاتصال الحديثة تساهم في توضيح ونقل الثقافات بين الأمم، وقال: «كل عنصر من عناصر الثقافة لا يعمل مستقلا عن العناصر الأخرى، فالعناصر المادية تتغير بمعدل أسرع من العناصر غير المادية وعدم التوافق بينهما في التغيير يؤدي إلى تخلف الثقافة أو بعض عناصرها»، وزاد «بانتشار وسائل الإعلام والابتعاث والتنقل يحدث التغيير الإيجابي لأي مجتمع»، وأضاف «العالم مليء بالتطورات المختلفة التي أثرت على المؤسسات التربوية والثقافية لذلك نحن بحاجة إلى مناهج تعليمية وأساليب ثقافية واستراتيجية واضحة قادرة على جعل المجتمع متفاعلا مع غيره من المجتمعات لتعويد الفرد على لتعايش مع تعقيدات الحياة وتطور الوسائل التي تمد أفراده بالمعلومات».