غيب الموت أمس عمدة حي الهجلة في مكةالمكرمة محمود البيطار، أحد رموز العمل الخيري في المجتمع المكي طوال 40 عاما. وووري جثمان عمدة حي الهجلة في مكةالمكرمة محمود بن سليمان بيطار الثرى في مقبرة المعلاة البارحة، بعد أداء صلاة الجنازة عليه بعد صلاة العشاء في الحرم المكي الشريف. وودع أهالي وسكان العاصمة المقدسة العمدة محمود البيطار الذي وافته المنية إثر نوبة قلبية أمس، يتقدمهم الأمين الدكتور أسامة البار، إضافة إلى مسؤولين وقيادات أمنية واجتماعية وأكاديمية. ووصف عمدة المشاعر المقدسة غازي القرشي رحيل محمود البيطار ب«الخسارة الموجعة على قلوبنا، والخبر المحزن لكل فرد في مكةالمكرمة لما كان يكتنز من خلق حسن، وتعامل راق مع كافة شرائح المواطنين، باعتباره المشرف الداعم والدائم لإفطار الأيتام الرمضاني الذي يحرص من خلاله على خلق روح التآلف بين شرائح المجتمع». من جهته، عبر ابن الفقيد الوحيد محمد محمود بيطار عن حزنه الكبير والصدمة الموجعة بعد أن كان ينعم بصحة كاملة، ولكن قدر الله وما شاء فعل. وكشف حسين البيطار الشقيق الأصغر للفقيد اللحظات الأخيرة في حياة شقيقه، أن الراحل ظل في أيامه الأخيرة يتفقد أصدقاءه وأقاربه، وأمضى الأسبوع الأخير في حياته في توديعهم كأنما أحس برحيله. وأبان شقيق الراحل البيطار أن محمود أجرى اتصالا مع شقيقته في تمام الساعة العاشرة صباحا وتحدث معها نحو نصف ساعة وبعدها أحس بألم وجرى نقله إلى المستشفى وكان ضغطه مرتفعا وفارق الحياة في الساعة الثانية عشرة ظهر أمس. ومن جهته أوضح وليد عزيز الرحمن شقيق زوجة الفقيد أن الراحل البيطار كان طيب المعشر مع أهله وجيرانه وصادقا في تعاملاته، ولم يكن يعاني من أي أعراض ما جعل موته فاجعة لأهله وأصدقائه ومعارفه. وقال منصور نظام الدين أحد الأصدقاء المقربين للراحل أن البيطار رحمه الله كان يستعد ويحضر لتكريم الحجاج الذين قدموا إلى مكة من خلال حفل في نادي الوحدة، وجرى اختيار عشرة حجاج من كل مؤسسة من مؤسسات الطوافة، وكان يهدف من إطلاق الحفل إلى إيصال رسالة بأن كافة المؤسسات في مكةالمكرمة بما فيها نادي الوحدة تهتم بقدوم الحجاج وتشارك في شرف الخدمة. وقال مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء إبراهيم الحمزي: رحيل العمدة محمود البيطار شكل صدمة لأهله ومعارفه وجيرانه، فقد كان من الأعيان وله أنشطة كبيرة على الصعيدين الإنساني والاجتماعي، فضلا عن تعاونه مع كافة الزملاء في شرطة مكةالمكرمة. وأوضح مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري معتوق عساس أحد جيران البيطار أن الراحل كان صادقا في تعاملاته، حسن الخلق، وكان من الداعمين لأعمال البر والخير ويسعى لمساعدة الفقراء والأيتام والأسر المحتاجة، فضلا عن إطلاقه مسابقة لحفظ القرآن الكريم في رمضان من كل عام. وأبان عساس أن الراحل كان في شهر رمضان من كل عام يتولى توفير وجبة إفطار صائم لأيتام مكةالمكرمة وزيارة هذه الفئة في العيد وتقديم الهدايا لهم. وقال مشعل سرور الزايدي: الراحل البيطار درج على الإنخراط في أعمال الخير والمبادرات الإنسانية في مختلف المجالات. يذكر أن الراحل بدأ حياته في التواصل بين أبناء الحي الذي يسكنه وعمل بعد ذلك في أحد البنوك وجرى تعيينه عمدة لحي الهجلة مسقط رأسه، ثم عين أخيرا عضوا في إدارة نادي الوحدة ومسؤولا عن العلاقات العامة والإعلام، وكان من الزمازمة الذي يتولون سقاية الحجاج تحت مظلة مكتب الزمازمة الموحد في مكةالمكرمة. وحرص الفقيد على تكوين علاقات كبيرة في الوسط الاجتماعي بين مختلف ألوان الطيف في المملكة وله من الأبناء محمد ومن البنات أشواق، آثار، أبرار، نور الجمعة وصلي عليه العشاء في الحرم المكي الشريف ووري جثمانه في مقابر المعلاة، وشارك حشد كبير من المسؤولين، الوجهاء والإعلاميين في تشييع جثمان الفقيد إلى مثواه.