نفذت أمانة منطقة القصيم خلال السنوات الماضية عددا من المشاريع الترفيهية من خلال استحداث حدائق ومسطحات خضراء ملحق بها مضامير أسهمت في نشر ثقافة المشي بين الأسر في بريدة، غير أن هذه المشاريع واجهت عدة صعوبات تمثلت في وجود معظمها في محيط غير صحي بسبب روائح المواقع القائمة قبل تنفيذ هذه المشاريع. «عكاظ» تجولت في هذه المشاريع حيث شارفت حديقة الملك عبد الله أكبر متنزه متكامل في المنطقة على الانتهاء، ولكن مع فتح أجزاء منها للمتنزهين، بدأت تطاردهم الروائح الكريهة الصادرة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي المجاورة للمنتزه، والمنبعثة مع هبوب كل نسمة شمالية. وعلى مسافة ليست بعيدة، يعاني المتنزهون في متنزه الرفيعة ومضماره المتميز من إحاطته بثلاثة مواقع للصرف وأحواض لتجمع السيول وكبس النفايات، فيما يشتكي المتنزهون في حديقة الشروق من مجاورتها مشروع الطمر الذي أثارت روائحه شق طريق محوري جديد. ويعاني سكان حي الخليج من روائح صرف المسلخ الذي يقارب حديقتهم الجديدة، فيما يساور القلق متنزهي المسطحات الخضراء في الهدية من انعكاس روائح مدينة الأنعام التي تضم جميع أنواع الماشية، التي سيفتتح فيها في حال اكتمال أعمالها مسلخ جديد وكبير. «عكاظ» نقلت شكوى المواطنين بسرعة علاج الوضع للمسؤولين في مختلف الجهات المعنية، حيث أوضح مدير إدارة الحدائق والتجميل في أمانة القصيم محمد المحسن أن إدارته نفذت عددا من المشاريع من خلال نشر الحدائق والمسطحات الخضراء ودعمها بالمضامير سواء للعوائل أو للشباب، لافتا إلى أن هناك خطة جديدة لمديرية المياه بحسب أعضاء من المجلس البلدي للقضاء بصفة نهائية على أي روائح في متنزه الملك عبدالله الذي يعتبر من أهم المشاريع هناك، مشيرا إلى أن هناك تفاهما حول متنزه الرفيعة مع مديرية المياه. وعن مكبس النفايات المجاور لذات المتنزه، قال إنه لايوجد روائح من المكبس ولكن من مصدر آخر، مضيفا أن وضع المسلخ المجاور لمتنزه حي الخليج سينتهي قريبا بعد نقله إلى مدينة الأنعام، وهناك معالجة للروائح بنسبة كبيرة من خلال رش مادة تقضي عليها. وأضاف: نعمل حاليا على الانتهاء من متنزه الأرياف الغربية، حيث انتهت زراعة المسطحات الخضراء بمساحة 70 ألف م2، كما نعمل على الانتهاء من المرحلة الثانية من متنزه الجراد بمساحة 50 ألف م2، والبدء في متنزه الشرق للشباب مقابل ميدان الفروسية، وتركيب أجهزة ألعاب قوى في حدائق الشباب وساحاتها المنتشرة حتى تكون دعامة مجانية لاستمتاع الشباب، فيما سلم موقع الملاعب المجمعة في الرفيعة لمستثمر بدأ العمل فيه. ومن جهة، أوضح مدير إدارة النظافة في أمانة القصيم عبدالله البرادي ردا على وضع مكبس النفايات مجاورا لمتنزه الرفيعة، أن هذه المحطة تعتبر كغيرها من الحاويات الموجودة في الأحياء التي تجمع فيها النفايات ومن ثم رفعها، حيث تخصص سيارات مكابس وضاغطات للأحياء الصغيرة أو العشوائية لأن المكابس الكبيرة لاتدخلها، بل إنه يصعب ذهاب السيارات الصغيرة مسافة 20كلم إلى المردم، وهو ما يشكل مضيعة للوقت، وتعطيلا للعمل، ولذلك جاءت فكرة المحطات الانتقالية (وهي محطة مؤقتة مثلها مثل الحاوية الموجودة بجوار المنازل)، مشيرا إلى أنه يوجد في بريدة حاليا أربع محطات انتقالية: اثنتان في الشرق ومثلهما في الغرب، وهي تستقبل حمولة السيارات الصغيرة ومن ثم تحمل في شاحنة إلى المردم، مضيفا أنه لم يتضح وجود روائح إلى الآن وجميعها محطات جديدة، وأن جميع المحطات الموجودة حاليا لن تدوم ذلك أنه بمجرد ما تنمو المدينة، سوف يتم تحريكها. وعن وجود هذه المحطات تسهيلا لمقاول النظافة، أوضح أن المقاول يدفع مقابل استخدامها، وهذا تسهيل له لكيلا تتكدس النفايات كون المردم بعيدا، حيث تقطع السيارة مسافة 40 كلم للوصول إلى هناك. وردا على شكوى المواطنين عن تصدير مشاريع مرتبطة بإدارة المياه، أوضح مدير عام فرع وزارة المياه المهندس إبراهيم الرقيبة أن هناك استخداما لمواد كيميائية لمتنزه الملك عبدالله المجاور لمحطة معالجة الصرف الصحي لامتصاص الروائح، وقد تم طرح مشروع لمعالجة مصادر الروائح كيميائيا وبيولوجيا.. وعن وجود مستنقع قديم بجوار حديقة الرفيعة، أوضح أن ذلك ليس مستنقعا، وإنما هو عبارة عن أحواض لتجميع السيول تابعة للأمانة، لافتا إلى أن محطة المعالجة قد انتقلت إلى الموقع الجديد، وسلمت الأحواض للأمانة لتجميع السيول. أما بالنسبة لمحطة الرفع المجاورة للمتنزه والتي يشتكي المتنزهون من روائحها، فقد نفى الرقيبة أن تكون هناك أي روائح منبعثة منها لأنها مغلقة بإحكام، أما إذا كانت الخطوط مفتوحة لأعمال الصيانة في غرف التفتيش الربط، فسوف تنبعث الروائح.