دائما تداهمني صورة البيت المقام على خمسة أعمدة، وقد ترك بلالبنات أو سقف، وأي منا لو عبر مثل هذا الهيكل يجزم أن بناء هذا البيت لم يكتمل بعد. ولو سحبنا تلك الصورة على مانحفظه عن ظهر قلب بأن الإسلام بني على خمسة أركان، نجد أن أغلبنا يقيم تلك الأركان ولايهتم بإقامة لبنات البيت وسقفه، ونحن بهذا الفعل نبطل جماليات الدين في أدق تفاصيل بنائه. وقد رتب الإسلام حياتنا كاملة كمعاملة مع كل مايحيط بنا من بشر وطير وحيوان وبيئة،إلا أن أغلبنا يحرص على أداء العبادات التي نشهد له فيها بالإيمان بينما الجزئيات المكملة والأساسية لجماليات الدين نتهاون بها جميعا أو لانعدها أساسا لجماليات واكتمال الدين. وقاعدة (الدين المعاملة) هي جوهر محاسن الإسلام في حسن التعامل مع محيطنا كاملا . وقد ضربت امرأة سعودية المثل السامي لتعامل المسلم مع الآخرين. والقصة التي نشرتها جريدة عكاظ بالأمس عن تلك المرأة التي استعانت بعاملة منزلية (إندونسية) وخلال أيامها الأولى لاحظت المرأة أن العاملة متقاعسة عن العمل، ما دفعها إلى متابعتها ووضعها تحت الملاحظة. لتكتشف أن خادمتها تكثر من دخولها إلى دورة المياه، وهو ما جعلها تشك في تصرفاتها، وما أن واجهت الخادمة بتلك التصرفات حتى انهارت باكية أمامها لتخبرها أن سبب مداومتها على الدخول إلى دورة المياه، هو لتتخلص من الحليب الذي حرمت منه طفلها بعد أن تركته في بلدها عقب ولادتها بعشرين يوما، وما إن تحققت من صدق الخادمة حتى قامت بإنهاء إجراءات سفرها، وتكفلت بقيمة رحلة العودة، إضافة إلى صرف رواتب عامين كاملين، معتبرة ذلك هدية منها لطفل الخادمة، وأبلغت خادمتها بأنها سترحب بعودتها بعد أن تطمئن على طفلها وتنهي فترة الرضاعة، وزودتها بأرقام هواتفها للتواصل معها. وتعمدت إعادة نشر الخبر كما هو لإظهار أن الممارسات السلبية التي تحدث لبعض الخدم يقابلها نموذج رائع يحقق وصية الرسول صلى الله عليه وسلم حين يقول: إخوانكم خولكم،جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فلْيطعمه مما يأكل، ولْيلْبسه مما يلْبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم». وإن كان هذا الخبر المنزوي لم يستحق التنويه بما يوازي شلالات الأخبار التي تبين ظلم بعضنا للعمالة المنزلية فهذا الخبر يستحق أن يمسح ما ران على قلوبنا من سوء معاملة لبعض الخدم. كما أنه نموذج لتعليم بعضنا من أن الإسلام ليس ركوعا وسجودا فحسب، بل هو الرقي التام بتصرفاتنا وسلوكنا مع كل مايحيط بنا. نحتاج لأن نعيد بعث روح الدين بالمعاملة الحسنة لكل مايحيط بنا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة