أتمنى أن نرى اليوم الذي يدرك فيه كل مواطن من أبناء الدول والمجتمعات الإسلامية أن ما يجمع المسلمين أكثر بكثير مما يفرقهم، وأن مصالحهم الحيوية والاقتصادية والسياسية تكمن في تعاونهم وتكاتفهم لا في تناحرهم وخلافاتهم، أن نرى اليوم الذي لا تسمح فيه الشعوب الإسلامية لعلاقاتها مع إخوانها وجيرانها من الدول أو الجماعات الإسلامية الأخرى وكذلك مع أبناء الأقليات الدينية غير المسلمة التي تعيش فيما بينها أن تكون عرضة لأهواء وشطحات سياسات أو أنظمة متقلبة المزاج أو أن تكون نيران الفرقة فيها دائما قابلة للاشتعال بسهولة نتيجة عمل أفراد قلائل من مثيري الفتنة التي لا تخمد إلا بعد أن تدفع الشعوب الغافلة التي لم يكن لها أي دور في تحريكها الثمن باهظا. قد يكون المثيرون للفتنة من الأعداء الخارجيين الذين يخططون بخبث لتشتيت المسلمين وتمزيقهم. وقد يكونون من أبناء الدول الإسلامية نفسها بل حتى من حكامها أو الشخصيات القيادية فيها ممن لهم أطماع شخصية أو حزبية ولا ينظرون لمصالح شعوبهم على الأمد البعيد. أتمنى أن تهب الشعوب الإسلامية لتقول لهؤلاء وهؤلاء: كفى. كفى استغلالا للطائفية البغيضة والنعرات المذهبية السخيفة فإن هذه الحيلة القديمة لم تعد تنطلي علينا. لن نعيش بعقليات التخلف أو نظل رهينة لصراعات وخلافات بالية عمرها ألف وأربعمائة عام ولن نسمح لهذه الخلافات أن تنعكس على حاضرنا ومستقبل أبنائنا. لن يرفع أي منا السلاح في وجه أخيه المسلم بسبب مواضيع يرفض أي عاقل إضاعة الوقت فيها ناهيك عن اتخاذها ذريعة لإهدار دم المسلم واستحقاق غضب الله عز وجل في الدنيا والآخرة. أليس من الحماقة والجهل أن يلوك بعض السفهاء في هذا الزمن سيرة صاحبي رسول الله الجليلين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أو أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بحيث يؤدي ذلك إلى تأجيج كراهيات جديدة بين المسلمين وإلى نشر اتهامات معاكسة قد تصيب فئات بريئة؟ من هو المستفيد من ذلك؟ لقد آن الأوان لأن تستيقظ الشعوب الإسلامية إلى ربيع تضامنها، وأن تنتبه إلى المصالح الكبرى التي تكمن في تعاون دولها مع بعضها البعض، وأن تطلب من قادتها حل المشاكل بالحوار والتفاهم، لا بالدسائس والمؤامرات. وأن تدفن إلى الأبد كل ما له علاقة بالطائفية الدينية التي تعفنت وعفا عليها الزمن. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة