لايهم إن كانت رائحة الدماء مازالت تفوح منها، ولايهم إن كانت مقبرة لمالكها السابق، المهم أنها تصلح للتفكيك وبيع قطعها الصالحة للاستخدام، المهم أنها تدر مالا على مالكها الجديد، هكذا هم أصحاب «التشاليح» يشترون السيارات المعطلة ويعيدون بيعها مفككة حتى آخر قطعة فيها، يستفيدون من كل مسمار فيها، بمعنى أنهم لا يهتمون بالتفاصيل وفي ذات الوقت يهتمون بأدق التفاصيل، ورزقهم يعتمد على ضرر الآخرين. يوسف (أحد العاملين في محال التشليح)، يعتبرها ذات عائد ربحي ممتاز، لكنه لا يأتي سريعا فحتى يشتري سيارة تالفة ويفككها للبيع قطعة قطعة بحسب الطلب، يستغرق ذلك وقتا طويلا. ويضيف، «مثلا نشتري سيارة بعشرة آلاف ريال، تعرضت لحادث شديد من الخلف، ولكن محركها وملحقاته والكثير من ديكوراتها الداخلية والخارجية مازالت سليمة فيباع المحرك فقط بمبلغ لا يقل عن أربعة آلاف ريال، خاصة إذا كانت من الموديلات الحديثة، ونبيع المسجل بألف ريال، وكذلك المراتب، ناهيك عن بيع عجلة القيادة وغطاء المحرك الأمامي وهكذا، ولكني كما ذكرت لك مسبقا المكسب يحتاج إلى الصبر». محمد السيد ذكر بأن محال التشليح يستفيد منها المستهلك كثيرا وتوفر عليه التكلفة المادية، وعن ذلك يقول «يأتينا زبون فيطلب قطعة يبلغ ثمنها في الشركة خمسة آلاف ريال، ونبيعها له بألفي ريال مع ضمان لمدة ستة أشهر، وبمجرد أن تعطي للزبون ضمانا فأنت بذلك تعطيه قطعة غيار لاعيوب فيها سوى أنها مستعملة». وعن موقفهم في حال إعادة الزبون لقطعة الغيار المباعة له من قبلهم بحجة عدم جودتها، أوضح السيد بأنهم يقبلون بإعادتها ما لم تتجاوز مدة الضمان المتفق عليها، إضافة إلى عدم وجود أي أثر يثبت العبث بها أو سوء استخدامها ولكن أجرة فكها يتحملها الزبون وحده. وأكد أنس بأن المكسب الجيد يكمن في الإكسسوارات والكماليات للسيارات فهي في محال قطع الغيار تكون غالية الثمن، وضرب أنس مثلا لذلك (الفورميكل) أو الديكور الداخلي لبعض السيارات، إذ يكون سعره في الوكالات باهظا جدا، ولكن ثمنه في التشليح يكون مناسبا للزبائن، خاصة فئة الشباب الذين يدفعون الكثير للحصول على الديكورات الداخلية لسياراتهم، خاصة بعدما يعرفون ثمنه في محال قطع الغيار. وأشار إلى أنه باع لأحد الزبائن الشباب فتحة سقف بألفي ريال، و500 ريال لمن قام بفكها من السيارة رغم أن ثمن السيارة لم يتجاوز خمسة آلاف عند شرائها من صاحبها، ولك أن تتخيل أن تسترد نصف ثمن السيارة من خلال بيع قطعة غيار واحدة منها فقط. حامد الحربي مواطن يبحث عن قطعة غيار في أحد محال التشليح، أفاد بأن محدودية حالته المادية أجبرته على اللجوء إلى محال التشليح، لشراء القطعة التي يريدها بنصف ثمنها تقريبا في الوكالة. ووافقه الرأي صديقه عبدالرحمن الذي يرى بأن محال التشليح تعتبر خير معين لمن لاتسعفهم ظروفهم المادية على استبدال القطع التالفة في مركباتهم بأخرى جديدة. وقال سامي الغامدي، وبندر الجدعاني: إن بعض محال قطع الغيار تبيع المقلد على أنه أصلي، وبالتالي لايدوم ولايتحمل كثيرا، بينما يجدون في محال التشليح قطع غيار أصلية مازالت تعمل بشكل جيد.