الصدفة وحدها كانت السبب المباشر في ولوج الوجه الاقتصادي لقناة العربية مهيرة عبدالعزيز مجال الإعلام، تقول مهيرة الحاصلة على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية من كندا «عندما كنت في كندا كنت أحن إلى بلدي لأني متغربة عنه، وكانت هناك رابطة للطلاب العرب فقررنا عمل برنامج أسبوعي يتحدث عن العرب ونشاطاتنا كطلاب عرب، وكنا حينها من جامعات مختلفة، من هنا بدأ نشاطي الإعلامي». مهيرة الإماراتية الجنسية عملت في مجال الهندسة المعمارية لمدة سنتين قبل أن تدخلها صديقتها عالم الاحتراف حيث خاضت التجربة الإعلامية في الإذاعة بمجموعة أم بي سي لتنتقل إلى مجال العقار، ومنها إلى قناة اقتصادية حيث كانت تقدم برنامجا عقاريا قبل أن يستقر فيها المقام في قناة العربية. مهيرة تؤكد أن أهلها كانوا يعتبرون عملها في المجال الإعلامي نوعا من التسلية، بل إنهم عارضوا انتقالها للعمل في التلفزيون رغم أنهم كانوا موافقين على عملها في الإذاعة، حيث كانوا ينظرون إلى العمل في التليفزيون على أنه مصدر للتعب، وأن ذلك يضيع سنوات دراستها بدون فائدة. وأفادت مهيرة إلى أنها عندما كانت تمر بجانب مبنى أم بي سي في دبي تشعر بالهيبة كون عملها السابق كان في نفس المنطقة، مشيرة إلى أنها عندما ترى الموظفين يدخلون ببطاقات مخصصة وهناك نقاط أمنية شعرت بالجاذبية ليتحقق حلمها بالدخول إلى المبنى بل انها أصبحت واحدة من أشهر مذيعات المجموعة. وبينت مهيرة أن بدايتها كانت وقت انحسار سوق الأسهم، وانتقال الاستثمار للعقار فخدمها ذلك كونها متخصصة في مجال العقار، مؤكدة أنها أول فتاة إماراتية في العربية تعمل في المجال الاقتصادي. وعن سبب توجهها للعمل في المجال الاقتصادي كون معظم الفتيات يحببن العمل في مجالات البرامج الفنية والاجتماعية والمنوعات قالت «أنا فتاة تستهويني لغة الأرقام ولست كغيري من الفتيات غير المختصات في المجال الإعلامي ويسعين نحو الشهرة، فهدفي ليس الشهرة، لكنه هو الحب لهذا المجال الرحب والجميل». ورفضت مهيرة أن يكون فشلها كمهندسة هو السبب المباشر في انتقالها للعمل كمذيعة قائلة «أنا أحب المجال الهندسي وعندما تخرجت كنت أول فتاة عربية تحصل على ميدالية من المعهد الهندسي الكندي على مشروع التخرج وهو أول مشروع يتم نشره في المجلة الهندسية الكندية، ودخلت حينها في مسابقة مع سبعة أشخاص وربحت الميدالية الذهبية، وأنا أحب المجال الهندسي لكن العمل في الأمور الفنية لا يناسبني». ورأت مذيعة العربية أن تجربتها في الإعلام غيرتها حيث انتقلت من التصميم الهندسي للتصميم التلفزيوني فأصبحت نظرتها أكثر عمقا وتلتقط الأشياء كالكاميرا، فهي تحب أن تنقل رأي الشارع، وتستوحي أسئلتها منهم، فالناس تتساءل دائما عن حركة الأسهم وأين يتجه هذا السهم أو ذاك، وهي تحاول دائماً أن تجد أجوبة لهذه الأسئلة. وأكدت مهيرة على استفادتها الكبرى من باقي زميلاتها في القسم الاقتصادي كنادين وصبا وغيرهما، مشددة على أنهن من المذيعات النادرات اللاتي وصلن بمجهودهن بعد تعب مضن، مشددة على أن طموحها ليس له حدود، وأن ما يحكم بقاءها في العربية هي مساحة الإبداع وفرصة النمو والعطاء، مبدية رضاها الكامل عن المساحة المتاحة لكنها كما تقول طماعة وتطمح للمزيد، مؤكدة على أن ما يدفعها للبقاء في العربية أنها مؤسسة عريقة وهناك نظام مؤسسي قائم على أسس صحيحة وهناك دعم ومتابعة من المدير المباشر وحتى المدير العام، كاشفة النقاب عن تلقيها عددا من العروض لكنها ترى أنها تعمل في أفضل قناة فإلى أين تذهب بعدها. واعتبرت مهيرة مدير قناة العربية عبدالرحمن الراشد من أكبر الداعمين لها خلال مسيرتها الإعلامية قائلة «لا أجد كلمات تشرح حقيقته لأنه فوق الوصف وهو شخصية لا يمكن التعبير عنها بكلمات مخزونة فهو شخصية رائعة». ووصفت مهيرة نفسها قائلة «لست بشعة أعتقد أنني جميلة» لكنها أكدت أن الجمال ليس وحده سبب النجاح فلابد من وجود مقومات أخرى لدى الإعلامية كالموهبة والثقافة وتطوير أدواته. وتمنت مهيرة التمثيل قائلة « لا أمانع التمثيل إذا كان فيلما عالميا أو عربيا هادفا ذا صبغة اقتصادية كون الدراما والسينما العربية تفتقد هذه النوعية من الأعمال». وتفاجأت مهيرة من وجود جمهور كبير لها في السعودية قائلة «لا أعلم ذلك لكن البعض أوصل لي حجم الإعجاب والشعبية لي في السعودية». وبينت مهيرة إلى أن سبب عدم زواجها حتى الآن هو القسمة والنصيب، مفضلة أن يكون زوج المستقبل كريماً وحسن الأخلاق ويخاف الله، مؤكدة أنها لو خيرت بين الأسرة أو العمل ستحاول التوفيق بينهما، لكن إذا اضطرتها ظروف حاسمة وقدرية للاختيار ستختار الحياة الأسرية لأنه ليس لديها خيار آخر.