• إلى تلك اللحظة الضيقة جدا .. من يقرأني منكم ....لا يحق له التوقف في المنتصف ..إما أن تتوقفوا الآن ...أو تتورطوا للأبد: كان الطريق نحو البئر طويلا ومرهقا وكنت قليل الزاد، ومثقل بسر جديد أريد طمره هناك، حين وصلت للبئر وأزحت غطاءها، هربت منها أسرار كثيرة كنت قد خبأتها فيها، لكنها أسرار قديمة ...سقطت من حساباتي منذ زمن، لكن هذا السر الجديد يستلزم جر صخرة كبيرة لأسد بها فوهة البئر ، لا أريده أن يخرج ...أريده في أقصى البئر مطمورا بالظلمة ...ومربوطا بالقاع ليبقى لي، وليبقى معي، كل الأسرار التي خبأتها هناك لم تكن مهمة لكني خبأتها لأنها تهم آخرين، أرادوا لها أن تبقى سرا، لكن سري الجديد هو حياتي كلها لو تسرب من هذه البئر تسربت مني حياتي، وضعت سري هناك وسددت الفوهة بأكبر صخرة استطعت حملها، حين عدت وتمددت على سريري شعرت بثقل الصخرة على صدري، تعبت من حمل الصخرة وأرهقني أن أشرح للآخرين لماذا تضيق نفسي بسرعة، كنت أكذب عليهم كي يصدقوا أنني بخير، وأكذب كي أستطيع زيارة البئر وتفقد حالها، حاول صديقي أن يخفف عني الحمل، قال لي بح لي بما تخفيه، سأحمله معك ولن أفتح فمي مطلقا ، سأضعه في بئري الخاص، ولن يراه مخلوق، كان كلام صديقي مقنعا... سيكون سري في مأمن، وأتخفف قليلا من ثقل الصخرة، حين علم صاحبي بسري تغير وجهه وشعرت أنه ندم على حمله معي وتردد كثيرا في مشاركتي ثقل الصخرة، لكن لم يكن بوسعه النكوص، كان السر قد أطبق على صدره مثلي، وسقط في بئره الخاص ولن يستطيع الفكاك منه أبدا.. أنتم أيضا كنتم هناك... وحملتم السر معي، وستشعرون حتما بثقل الصخرة، مهما ادعيتم أنكم لا تعلمون سري ! يكفي أن توافق على معرفة السر لتحمل الصخرة، هذه الصخرة لن تغادرك مهما فعلت .