قد يكون سجنها بموجب الصك الصادر عليها من محكمة جدة، والقاضي بدفعها 320 ألف ريال، هو المهرب الوحيد أمامها من ولدها الذي ينوي قتلها، أو ربما يكون تأخرها في دفع قيمة علاجه في المصحة النفسية المصرية التي يتعالج فيها منذ عشر سنوات، مهربا آخر ينتهي بتشرد ابنها في شوارع مصر، وهو أمر فضلت السجن عليه لكنه ما سيؤول إلى نفس النتيجة في نهاية المطاف. والدة المريض محسن، أرملة في 75 من عمرها، تقول إن علاج ابنها لا يتوافر في المصحات السعودية، وهو يعاني من فصام في الشخصية قادته إلى هلاوس سمعية تأمره بقتلها، ونقلته إلى مصحة نفسية في مصر، تطالبها الآن بدفع تكاليف ما تبقى من علاج ابنها محسن، والتي أوصت اللجان الطبية باستمراره فترة ما بين 6 12 شهرا، والذي يكلف 150 ألف جنيه مصري. ولخص التقرير الطبي للمريض حالته بازدياد عزلته الاجتماعية وقلة الأكل والنوم، تلا ذلك ظهور هلاوس سمعية وبصرية وسلوك عدواني خطير تجاه الأسرة وسلوك اندفاعي، ويتفوه بكلمات غير مفهومة ويتفادى النظر بالعين، ودائم التلفت حوله في ذعر شديد، وغير متعاون، وقليل الكلام ويعاني من تفسخ شديد في الفكر وفقر في المحتوى، إضافة إلى وجود هلاوس سمعية وبصرية، وشخصت الحالة على أنها فصام متفسخ مزمن، وتضمنت الخطة العلاجية علاجا دوائيا وتأهيليا لتغيير نمط اهتمامه بمظهره ونظافته ونومه وعلاقته بالآخرين. وعلقت الدكتورة رفعة المطيري، أخصائية الطب النفسي في جدة على الحالة، أحيانا يكون العنف بسبب أعراض مرضية عقلية أو عضوية، فالهلاوس تكون سمعية أو بصرية أو حسية «يسمع ويرى ويحس المريض بأشياء غير موجودة وغير حقيقية»، تضايقه بشدة لدرجة قد تدفع به لإيذاء نفسه والآخرين وربما ينتحر لوقف هذه الهلاوس.