إيجابيات عدة تحققت في تكليف علي داوود برئاسة نادي الوحدة رسميا .. ربما كانت أولاها أن العين الخبيرة في رأس الرياضة السعودية تعلم إلى أي مدى هو مهم اعتماد قرار كهذا، وأن الوحدة ناد يحتاج مثل هذه الخطوة منذ زمن طويل، وأن مثلها كان في انتظارها وحداويون كثر، ذلك كون الوحداويين يعلمون من هو علي داوود بالنسبة لهم وللنادي، ولعل ما حدث قد أعاد للأذهان ذكرى الراحل فيصل بن فهد يرحمه الله عندما كلف الرياضي الضليع عبد الوهاب صبان برئاسة النادي في ظرف وحداوي عصيب. وعلي داوود هو ابن النادي وابن الرياضة كونه كان حارسا لفريق كرة القدم في الوحدة في ستينيات القرن الميلادي الماضي، كما أنه الإعلامي الرياضي الأكثر تميزا الذي أوصله تميزه في هذا المجال لمنصب مدير منتخبات كرة القدم السعودية في الثمانينيات الميلادية. أما في دنيا الإعلام فهو ذلك المذيع المتميز في الإعداد والتقديم البرامجي في الإذاعة والتلفزيون، مما أكسبه ثقة رجل الأعمال صالح كامل، الذي عهد له برئاسة شبكة راديو وتلفزيون العرب (a r t). في الحوار الأول مع علي داوود نسعى لقراءة ما يدور في فكره وهو مقبل على مهمة شاقة جدا، تختلف عن كل المهام التي تولاها سابقا، فماذا قال .. وماذا تحمل أجندته من جديد لناديه ولأهل مكة؟ سألناه عن ذلك فأجاب: على قول أغنية الكويتي مصطفى أحمد «تو الناس» الأمر لم يخطط له عمل حتى الآن، اليوم الثلاثاء سأتسلم رسميا مهام الإدارة والنادي من الإدارة السابقة مع شكر لها على كل ما قدمته لهذا النادي العريق الذي يهم كل أبناء هذا الوطن. اللجنة هي المسؤولة • دعني أسألك السؤال الملح الآن .. كيف ستتعامل مع ميزانية كرة القدم في النادي في ظل اختلاف الدرجة التي سيلعب فيها الفريق الأول؟ بعد نزوله .. أو إنزاله «لا فرق» إلى الدرجة الأولى من الممتازة وهي الدرجة التي كان يلعب فيها الموسم الماضي؟ بمعنى أكثر توضيحا .. هل ستخفض رواتب اللاعبين لاختلاف الدرجة التي سيلعب فيها الفريق؟ هناك مفاهيم جديدة في هذا المنحى ربما تطبق، إذ أن العادة جرت على أن رؤساء الأندية هم من يتحمل 80 % من مصروفات ومصاريف النادي وباعتباري فقيرا قبلت المهمة كي أكون رئيسا مختلفا لإدارة مؤسسة رياضية كبرى هي نادي الوحدة العريق الذي لعب على أول كأس للملك في العام 1957 / 1377. من جانبي لن أستطيع الصرف على النادي، بل إن من سيقوم بهذه المهمة تلك اللجنة التي شكلها الأمير نواف بن فيصل لتتولى إدارة شؤونه برئاسة الشيخ صالح كامل، ومن أعضائها أيضا أمين العاصمة الدكتور أسامة البار وغيرهما ممن يعون دورهم تجاه الوحدة، حيث هم من سيتولى تصريف شؤون النادي المالية وغيرها مثل طرق النهوض به. مبدئيا أستطيع القول إننا واللجنة سنصل إلى كل ما من شأنه عدم ضياع حقوق اللاعبين أو الإنقاص من مزاياهم. • هل هناك ميزانية تقديرية للنادي لهذا الموسم؟ في كل الأحوال ولكل الأندية ميزانية ثابتة بموجبها يتم تسيير النادي .. لكن بالنسبة للوحدة الآن لا أستطيع القول إن هناك في هذه الميزانية عائدا أو فائضا لا أعلم!. الأولوية للصعود • إذن، ماهي مهمة علي داوود التي يعطيها الأولوية في رئاسته هذه للنادي؟ أول مهامي الصعود بالفريق مجددا إلى موقعه الطبيعي «الدرجة الممتازة» .. واللجنة التي يرأسها صالح كامل هي التي ستتولى كل ما هو مطلوب لدعمي ومساعدتي، إلى جانب كل الوحداويين والمحبين للنادي ومكة المكرمة في تنفيذ هذه المهمة، وطبيعة إدارتي تفرض وتؤكد هذا المبدأ والهدف الذي أنشده وذلك باعتمادي في المجلس الذي شكلته لإدارتي أربعة أسماء من قدامى لاعبي النادي وهم كريم المسفر، لطفي لبان، دخيل عواد، وعلوي كامل إضافة إلى كوني لاعبا في الأصل. للتفريط مبرراته • تعودنا من نادي الوحدة التفريط بنجومه عندما تبزغ مواهبهم أمام الأعين الخبيرة في الأندية. هل ستواصل إدارة علي داوود هذا التفريط، الذي نعرفه أن موضوعا مماثلا بشأن مهند عسيري يسري الآن في الأروقة والأندية والصحف؟ خذ مني، موضوع بيع اللاعبين الموهوبين لا يعتبر تفريطا في النجوم بقدر ما تكون فيه الأندية معذورة ولها مبرراتها سيما تلك الأندية قليلة المدخول، ولكن هناك دوما قاعدة تقول إذا ما باعت إدارة ناد ما أحد نجومها لابد أن تكون قد حددت موهبة بديلة، وعملية البيع تتم للاستفادة من مدخولات البيع في إنشاء جيل جديد مرتبط بقاعدة هذا النادي أم ذاك يحل محل النجوم المباعة. وضع البرناوي • إذن، ماذا بشأن عبد الخالق برناوي؟ كان لي معه أمس الاثنين اجتماعا خاصا بهذا الصدد ولتقريب وجهات النظر بينه والنادي بخصوص مستقبله الرياضي، وطرحنا الكثير من الأفكار. • رئاستك للنادي هل تعني التفرغ للمهمة؟ بطبيعة الحال فالمهمة هنا جماهيرية وكبيرة، وتستوجب التفرغ. أطول أنهار العالم • وماذا عن الإعلام والغوص في نهره، ذاك كونك القائل «الإعلام أطول أنهار العالم وأعتاها»؟ الإعلام كما هو الحال مع كل الاهتمامات التي أحببتها ومارستها حبا وهواية وعملا وتفرغا، فالإعلام صعب الخلاص منه، فهو حب يسري مع الشرايين والأوردة، وهو بالفعل عشق يجري في دواخلي وما قلناه من أن الإعلام أطول أنهار العالم، كلام لا غبار عليه، وبالنسبة لي الإعلام مرتبط بالرياضة في حياتي، ولطالما تذوقت شهد ونار الإعلام منذ أن كنت حارسا لنادي الوحدة إلى حين تفرغي لسنوات طويلة من عمري للعمل فيه، وهي المهام التي كان آخرها عملي وإدارتي لإمبراطورية الشيخ صالح كامل في القاهرة، حيث كنت معنيا فقط بالقنوات الرياضية في شبكة (a r t). لست من الرواد • قريبا سيكرم الوزير الدكتور خوجة وزير الثقافة والإعلام عددا من رواد العمل الإذاعي، لاسيما أولئك الذين أسهموا في المبادرات الأولى للمرحلة التأسيسية في الإذاعة السعودية في جبل هندي، هذا عندما تنتقل إذاعة جدة إلى مبناها واستوديوهاتها الجديدة في السابع عشر من ذي القعدة الجاري. أين موقع علي داوود من هذا الحدث؟ يا رجل أنا لست من جيل المؤسسين والرواد، جئت بموهبتي مستفيدا من جيل الأساتذة لأنمي موهبتي، والحمد لله ارتبطت بهؤلاء الرواد واستفدت منهم الكثير لأقدم مافي جعبتي، وفي نفس الوقت سأكون أول الحاضرين فيما لو وجهت الدعوة لي لحضور افتتاح المبنى الجديد، فالأمر يعنيني بشكل أو بآخر، فالإعلام والرياضة شطرا قلبي إلى شطرين بطين للرياضة وآخر للإعلام. حلقة وسيطة • علي داوود المعلق الرياضي، ماذا تبقى منه اليوم؟ مهمة التعليق الرياضي هذه هي الحلقة الوسيطة بين الرياضة والإعلام، فكم هو هذا النشاط صاحب فضل كبير علي بقائي في نهري الرياضة والإعلام، قلت لك إنه الحلقة الوسيطة. • بمناسبة حضورك إعادة هيام يونس تسجيل أغنيتها الشهيرة «جيب القول على الرايق»، في جدة اليوم، دعني أسألك عن الأغنية الرياضية السعودية، هل حققت ما هو مطلوب منها؟، وهل تميزت وكانت بحكم المحفز للاعب السعودي؟. نعم بلا شك، فكثيرة هي الأغنيات التي سجلت حضورا كبيرا في الساحة الرياضية، مثل محمد عبده بأغنياته الرياضية للمنتخب وللأندية، مثل «خضر الفنايل»، وطلال مداح «يا ناس الأخضر لا لعب .. بركان يتفجر غضب»، وعبادي عندما أطلق أغنيته «جاكم الإعصار ما شي يعيقه»، عندما حصلنا على كأس أمم آسيا لأول مرة عام 1984، وطلال سلامة مع الراحلين محمد شفيق ومحمد صالح نوار في «الله.. الله يا منتخبنا»، في نفس المناسبة. وغيرها الكثير، ولكن تظل تحفة هيام يونس مع بابا طاهر زمخشري «جيب القول على الرايق»، صاحبة الأولوية وسعدت بتجديد طلال باغر وتوزيعه لموسيقاها وتقديمها مجددة أسعدني جدا، والذي أسعدني أكثر أن زميلنا نجم جينيس فريد مخلص هو من تحمل نفقة تجديد إنتاج هذا العمل الرياضي الهام في حياتنا الإعلامية الرياضية.