أكد عدد من الرياضيين أن تقويم سلوك لاعبي المراحل السنية يمر بعدة مراحل مهمة في تاريخ النشء وصناعة نجوم للمستقبل مطالبين بالتنسيق مع الأندية وتأهيل الإداريين والمدربين العاملين في هذا المجال إضافة إلى تفعيل الجانب الأسري وتثقيف اللاعبين وغرس العنصر الأكاديمي في كافة أنحاء الوطن العربي لتبادل الخبرات شريطة أن ترتبط جميعها بشبكة واحدة يتبادل الجميع المعلومات لتقييم التجارب والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها للاستفادة منها للأجيال المقبلة، وبحث آليات مناسبة فيما يتعلق بلاعبي ومسابقات المراحل السنية ووضع حوافز لتقويم سلوكياتهم عقب كل مباراة وحثهم على الروح الرياضية في تقبل الخسارة والفوز بصدر رحب. القدوة والسلوك ركز مدرب منتخب العراق موفق زيدان، على عدد من النقاط التي تسهم في تنمية وتقويم سلوك لاعبي المراحل السنية بداية من الدور التربوي للمدرب في عملية التقليل من العنف والسلوك العدواني للاعبين لافتا إلى أهمية تأهيل المدربين بالشكل الذي يتناسب وطبيعة اللاعبين في هذه الفئة العمرية، ورأى المدرب العراقي أن العائلة والأصدقاء يلعبان دورا مؤثرا في تقويم سلوك اللاعبين الصغار، وتحدث زيدان عن أهمية «دور البطل الرياضي» أو القدوة حيث تمثل هذه النقطة «مرتكزا» مهما في عملية سلوك لاعبي المراحل السنية كونهم الأكثر تأثرا بالغير، كما تحدث زيدان عن دور اللاعبين أنفسهم حيث شدد على أهمية التثقيف والتي تساعد اللاعب على فهم أن كرة القدم لعبة جماعية يشكل اللاعب جزءا منها وينبغي عليه احترام قوانينها. ولفت زيدان إلى الدور الذي يلعبه الحكام في تخفيف العدوانية والعنف مبينا أن تهاون الحكام مع الحالات السلبية وغض النظر عنها يشجع اللاعبين على تكرارها، ونادى بضرورة تأهيل الإداريين كونهم يمثلون حلقة الوصل بين النادي والأسرة ونوه إلى أهمية استحداث أقسام أو كليات للتربية البدنية في جامعات الدولة وذلك لتفعيل هذا الجانب المهم وأكد على أن الرياضة «فن وذوق وأخلاق». الهولندية الأنسب استذكر المدرب الوطني عادل الثقفي التجربة الهولندية الناجحة في مجال المراحل السنية على مستوى العالم، موضحا أن نجاح تجربة المراحل السنية وتفريخ لاعبين جيدين مهاريا وسلوكيا في المستقبل يستند إلى عدة عوامل من بينها البنية التحتية وبرامج التدريب وتعليمات المدرب والنهج الاحترافي والتخطيط طويل الأمد. مؤكدا أن الفرصة لتطبيق هذه العوامل على واقع الكرة السعودية كبيرة خاصة فيما يتعلق بالتطوير مع التأكيد على أن هنالك بعض الصعوبات الخاصة بالمجتمع التي تعيق هذا الأمر من بينها غياب الاستراتيجيات طويلة الأمد والاهتمام بعرض الإنجازات بشكل أكبر من محتواها وتغليب العلاقات على الكفاءة. وقدم الثقفي عددا من المقترحات تتعلق باللاعبين وأهمية إضافة بعض الجوانب التدريبية المهمة في برامج دورات المدربين وإطلاق نظام للجوائز للأندية التي تشجع عملية التطوير إضافة إلى أن تكون الأولية في الميزانية لتطوير اللاعبين الشباب ولاعبي المراحل السنية. غياب الاستراتيجية من جانبه كشف مدرب منتخب السودان شرف الدين أحمد عن محاولة تقليص هذه العدوانية لدى اللاعبين الصغار، مبينا أن المشكلات التي تعتري بطولات المراحل السنية موجودة في كل مكان، ولفت شرف الدين إلى أهمية الدور الذي يلعبه الإداري في هذا الجانب مبينا أن نسبة 50 في المائة من تقويم السلوك تقع على عاتقه لذلك من المهم أن يكون الإداري بمثابة نموذج يحتذى به مشددا على أهمية تطوير قدرات الإداريين والمدربين فيما يتعلق بعملية نقل الأفكار والخبرات والتوجيه. ورأى أن الجانب الآخر لهذه المعضلة والذي يتعلق بالمدارس والأسرة يحتاج إلى إستراتجيات طويلة الأمد حيث تعمل هذه الخطط والإستراتيجيات على ردم الهوة بين الأسرة ونشاطات أبنائها في الأندية المختلفة والعمل على تقوية جانب المتابعة خارج المنزل فيما يخص الدراسة والأنشطة الرياضية. مؤكدا على أهمية ودور أقسام ومراكز البحوث لدى الجهات صاحبة الشأن في هذا المجال حيث تضع الخطط طويلة المدى الآلية المناسبة لحل هذه الإشكاليات وتعمل على تطوير اللاعبين الأمر الذي يسهم في تطوير كرة القدم الإماراتية. ونوه المدرب السوداني إلى أهمية العمل على ربط بطولات المراحل السنية بالتحصيل الأكاديمي حيث اقترح أن ترتبط المشاركة في البطولات بالشهادات المدرسية التي تثبت التحاق اللاعب بفصل دراسي معين، وأشار إلى أن هذا الجانب يضمن توسيع إدراك اللاعبين وتقويم سلوكهم بالشكل الذي يتوافق وسياسة الاحتراف مبينا أن لاعبي المراحل السنية أضحوا مصدرا للدخل لبعض الأسر من عائد لعبهم في الأندية المختلفة. معلومات هشة وصف الجزائري فريد زميني مدرب منتخب الجزائر «باللبنة الأساسية» في عملية تقويم ومتابعة سلوك لاعبي المراحل السنية بالهشة وغير الجاهزة للتقويم، موضحا من واقع تجاربه الشخصية مع المنتخبات حول أثر التنشئة المجتمعية في سلوك اللاعبين بداية من الأسرة والمدرسة مرورا بالأندية، حيث يمثل كل طرف من هذه الأطراف متركزا في عملة التنشئة السلمية لجيل من اللاعبين يمتاز بسلوكيات حميدة.. وشدد زميني على أهمية تواصل الإداريين في الأندية المختلفة مع أسر لاعبي المراحل السنية، ولفت إلى أهمية جانب التحصيل الأكاديمي، مطالبا كافة الاتحادات العربية في عمل حلقة تواصل بين تلك الأطراف لنصنع العديد من النجوم في المستقبل.