أكد مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن أن الأوضاع السياسية في البلاد لا تزال تراوح مكانها، ولا توجد أية اتفاقيات أو مفاوضات مع المعارضة حتى الآن، مستبعدا تقديم الرئيس علي عبدالله صالح استقالته أو التنحي عن السلطة إلا من خلال انتخابات مبكرة مهما كانت الضغوط والمحاولات الدولية. وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه ل «عكاظ»: «إلى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق، والرئيس غير متمسك بالسلطة كما يصوره البعض، لكنه يريد أن يسلم مقاليد البلاد، بطريقة تضمن الاستقرار المستقبلي لليمن، ومشاركة الأطراف السياسية كافة، وبقاء الديمقراطية والتوازن السياسي بين الأحزاب». وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند قالت «لا نزال نعتقد أن الطريق الأسرع لإرسال مؤشر قوي أن اليمن طوت صفحة الأزمة التي تعيشها حاليا هو أن يوقع الرئيس صالح على هذه وثيقة المبادرة الخليجية، لكن نحتاج أيضا عند توقيع الوثيقة إلى اتفاق حول كيف سنمضي قدما في هذا التحول الديمقراطي». وألمح مصدر مطلع إلى أن الأطراف اليمنية كافة تتفق على المبادرة الخليجية كخريطة طريق لإخراج البلاد من الأزمة؛ لكن السلطة تطالب باستبدال بند التنحي بالدعوة لانتخابات مبكرة، مشيرا إلى أن السلطة ترفض البند المتضمن إعادة هيكلة الجيش والأمن قبل الانتخابات مكتفية فقط بتحييدها في الوقت الراهن. وذكر أن المعارضة مصرة على تنفيذ ذلك الشرط قبل الانتخابات، وهو ما أدى إلى تعثر الجهود الدولية الرامية إلى انتزاع فتيل الأزمة في اليمن. إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات والقصف على عدد من المدن اليمنية، خصوصا تعز التي عاشت البارحة الأولى تحت وطأة المدافع والأسلحة الثقيلة استمرت حتى ساعات مبكرة من صباح أمس، وخلفت المواجهات بين مسلحين قبليين وقوات من الحرس الجمهوري سبعة قتلى بينهم المصور الصحافي عبدالحكيم النور، إضافة إلى مائة جريح. وكشف نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس عن مقتل باكستانيين اثنين وشيشاني في مواجهات مع عناصر القاعدة في محافظة أبين. وقال هادي خلال لقاء مع السفير الفرنسي في صنعاء جوزيف سلفا أمس، إن باكستانيين اثنين وشيشاني قتلوا في محافظة أبين وكانوا يقاتلون ضمن عناصر تنظيم القاعدة. وأفادت مصادر قبلية أن أربعة من مقاتلي القاعدة بينهم طبيب باكستاني قتلوا في هجوم وانفجار قنبلة أمس في زنجبار عاصمة ولاية أبين. كما قتل عنصران من ميليشيا تابعة للجنة شعبية في مدينة لودر تناهض تنظيم القاعدة في انفجار قنبلة وضعها عناصر من التنظيم المتطرف عند حاجز للميليشيا. وأصيب أيضا تسعة عناصر من الميليشيا في الحادث. وتحدث سكان لودر عن تبادل للنيران بين عناصر تلك الميليشيا ومقاتلي القاعدة في وسط هذه المدينة.