انتهت حالة الذعر التي أصابت الناس في الفترة التي كان يخشى فيها تفشي مرض أنفلونزا الخنازير، ولكنها أكسبت الكثير بعض العادات التي تتعلق بالنظافة الشخصية وخاصة نظافة اليدين، وبالرغم أن الخوف تلاشى وحلت محله شكوك بأن هناك من استفاد من هذه الحملة لتسويق المطهرات، والمنظفات، والمناديل، والكمامات، وأجهزة قياس الحرارة، وسلال المهملات، إلا أننا لا زلنا نرى حولنا هذه الأيام من يتناقلون بينهم عبوة مطهر لليدين قبل تناولهم الطعام في كثير من المطاعم والمراكز التجارية، وذلك بسبب تكثيف حملات التوعية والتثقيف والتي كانت أبرز ملامحها التأكيد على غسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات وبعد ملامسة أي شيء. وخلال الأيام القادمة وتحديدا في 15 أكتوبر تبدأ فعاليات اليوم العالمي لغسيل اليدين والذي خصص له هذا التاريخ من كل عام للتوعية بأهمية غسل اليدين بالماء والصابون نظرا لأن اليدين هي أسرع وسيلة لنقل الأمراض، لملامستها للأجزاء الحساسة التي تتنقل عن طريقها الجراثيم الممرضة وهي الفم والأنف. وقبل اليوم العالمي لغسل اليدين تضمنت الكثير من تعاليم ديننا الإسلامي الحث على النظافة والطهارة وتخصيص اليد اليمنى للتعاملات التي لا تتسبب بنقل الجراثيم كونها اليد التي نأكل بها ونتصافح بها. ولقد كنا ولا زلنا نعتبر أن من يبالغ في النظافة وغسل يديه باستمرار يعاني من «وسواس» قهري، استنادا إلى أن علماء النفس يعتبرون هذه الحالة «الوسواسية» من الأمراض النفسية التي قد يصاب بها البعض. وربما تكون كذلك عند البعض وتحتاج إلى مراجعة أطباء نفسيين إذا تخطت الحدود المعقولة والمقبولة. ولكن عندما ترى البعض وهو يقوم ببعض التصرفات التي تعذر كل من يتعامل مع هذا النوع أن يحرص على غسل يديه مرارا وتكرارا وتطهيرها حتى لو وصف بأنه «موسوسط، فعندما يداهم أحدهم العطس ويقوم بوضع يده اليمنى على فمه، أو غير ذلك لك أن تطلق العنان لمخيلتك للأماكن التي يمكن أن يتفنن فيها البعض في استخدام يديه فيها ثم يريد أن يصافحك بها أو يشاركك فيها الطعام، عندها تداهمك أنت «الوساوس» من هذه اليد المجرثمة وتضيق الأماكن في وجهك، وتتمنى أن الريح «ماجبته» يسلم عليك فقلبك لن يعرف طعم الأمان بعدها، لدرجة أنك لن تشتاق له ولا للأماكن التي هو فيها، وتتمنى أن اليوم العالمي لغسل اليدين يستمر على مدار العام. عبد المجيد بن سليمان النجار