تحكي النقوش والرسوم الصخرية المنتشرة في عدد من المواقع الاثرية في منطقة نجران عن حضارة وتاريخ منطقة نجران عبر العصور التي سجل خلالها الاوائل تاريخهم وثقافاتهم وحياتهم القديمة .وبرزت الرسوم الصخرية في ابارحمى كأولى محاولات الإنسان نحو الكتابة الأبجدية التي توصل الإنسان في جنوب الجزيرة العربية إلى ابتكارها مع بداية الألف الأول قبل الميلاد حيث عرفت هذه الأبجدية بالخط المسند الجنوبي . وأدت التجارة إلى انتشار هذا الخط وأصبحت المنطقة الممتدة من آبار حمى مسرحا للقوافل التجارية كجزء من الطريق القديم الذي سجل مرتادوه في ذاك الوقت ذكرياتهم ورسومهم وأسماءهم وبعض اهتماماتهم بالخطين السبيئى بنسبة كبيرة وكذلك الخط الثمودى على امتداد الطريق والتي تركزت حول مصبات المياه والكهوف وفى سفوح الجبال .وتكثر النقوش والكتابة على الصخور في مواقع اثرية بمنطقة نجران تحتوي على نقوش هيروغلوفية قديمة في قرية القابل وكتبات كوفية في جبل الحمراء الواقع بالقرب من مدينة الاخدود الاثرية ونقوش كوفية اخرى في جبل المسماه ونقوش وكتابات اسلامية مبكرة في موقع الذرواء والمسماة ونجد سهي وجبل الكوكب الذي يحتوي على رسومات لفترات زمنية مختلفة حيث تشتمل هذه النقوش على رسوم للثعابين والابل والخيل والرماح والدروع والظباء والنعام ورسوم للمحاربين القدماء . وتعمل الهيئة العامة للسياحة والاثار بمنطقة نجران جاهدة في المحافظة على ماتضمه منطقة نجران ومحافظاتها من مواقع اثرية وتاريخية وسياحية . وأوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة والاثار بنجران صالح ال مريح في تصريح لوكالة الانباء السعودية أن منطقة نجران غنية بالشواهد التاريخية والمواقع الاثرية والتراثية وتعد النقوش والرسوم الصخرية التي تنتشر في منطقة نجران متحفا تاريخيا يحكي عن ثقافة العصور الماضية وحضارة وتاريخ نجران منذ القدم مشيرا الى إن أبرز الكتابات المنتشرة في مواقع مختلفة بمنطقة نجران هي بالخط الثمودي والمسند بالاضافة الى نقوش ورسوم متنوعة تصور حياة الانسان في تلك العصور . تجدر الاشارة الى إن الهيئة العامة للسياحة والاثار سجلت في مسحها الاثري لمنطقة نجران 41 نقشا في موقع ابار حمى ورسومات صخرية متنوعة موزعة على صخور مبعثرة وكتابات عربية ذات اسطر قليلة بالاضافة الى العديد من القبور التي تعود الى العصر البرونزي .