تطور خلال هذا العقد نوع بالغ السوء من الإدمان الجماعي في المجتمع السعودي وهو إدمان حلم الربح السريع والاقتراض لتمويل أوهام هذا الحلم سواء لإدخاله في سوق المال أو لدى مشغلي الأموال في مشاريع مزعومة أو مسابقات السحب على رقم فائز، وهو نوع من الإدمان له كل الأعراض النفسية لإدمان اللعب بالقمار، فمهما خسروا ويبدو أنهم باستمرار يخسرون لأنه ليست لديهم الخلفية التي تؤهلهم لخوض هذا المجال، ومهما تعرضوا للنصب والاحتيال فهم مازالوا يقترضون من الناس والبنوك ويرهنون كل شيء ويبيعون كل شيء للصرف على هذا الإدمان وكثيرون تدمرت حياتهم العائلية وفقدوا بيوتهم وسياراتهم وجزءا كبيرا من رواتبهم وعلاقتهم الاجتماعية بسبب كثرة ديونهم التي لا يفون بها لأنهم يخسرونها باستمرار في مقامراتهم العبثية، وحتى من كان لديه شيء من المال المدخر ضيعه على مقامرات مطاردة حلم الربح السريع بدون عمل، وهذا المال المدخر هو الذي كان الجيل السابق يصرفه على العلاج عند المرض وعلى تزويج الأبناء، لكن نحن في جيل ضيع مدخراته وركب على نفسه وأولاده جبالا من الديون والقروض بفوائدها الربوية المحرمة وحتى دخل السجن بسببها، وفوقها ركب على نفسه ديون أقساط رفاهية للصرف على ما لا يحتاجه بما لا يملكه. كيف سيمكن لهذا الجيل أن ينفق على تزويج الأبناء؟. ومن المستحيل للابن أن يستطيع تزويج نفسه في ظل التكاليف الفلكية للزواج. وشيوع النمط النفسي للسعي وراء الربح السريع بدون عمل منتج هو لوحده نمط سلبي، وكذلك النمط الاستهلاكي التفاخري الذي يصرف عليه أيضا بالقروض، وحقا بات الأمر يحتاج لوقفة من المجتمع مع نفسه وحملة توعية دينية سلوكية نفسية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة