ما زالت بعض الإدارات والمسؤولين فيها يجهلون بل يتجاهلون رسالة الإعلاميين المهمة، ودورهم في رصد المنجز وإبرازه وتوثيق جوانب القصور كجزء من رسالتهم الإعلامية من أجل مواكبة التوجهات التي تؤكد على أن المواطن شريك فاعل في عملية البناء ورصد مظاهر الخلل والكشف عن كل قصور يرصده الممارس للعمل الإعلامي. نفاجأ أحيانا بإجراءات غريبة يتخذها البعض فلا يكتفي بمنع الإعلاميين من إكمال مهمتهم، بل يصل الأمر إلى محاولة منعهم من الدخول للأماكن المختلفة، وقد يتطور الأمر نحو التصعيد بالشكوى للجهات المعنية بحجج مختلفة والتهديد برفع دعاوى قضائية؛ والقصد هو محاولة تعطيل المهمة رغم نبل مقصدها وثني هذا الممارس عن استكمال الرصد والتغطية وبيان الحقائق وكشفها للملأ. ولا شك أن الصورة هي سلاح الإعلامي في إثبات الحقائق لذا نجد أن الإجراء الأسهل هو منعهم من ممارسة هذا الحق تحت طائل التحجج بأنه يمنع التصوير ولا يسمح بالتصوير بداخل الكثير من الجهات إلا بعد أخذ إذن رسمي من الجهة، ومن ذا الذي سيسمح لك أيها الصحافي المسكين بأن تصور الخلل وترصده وتوثقه؟ وكيف لك أن تؤدي دورك وأنت مكبل بالرسن الذي يُفرض عليك؟ وقد «تعرض الكثير من الصحافيين والإعلاميين إلى المضايقات من قبل مديري بعض الجهات وبأساليب جافة، وكأن الصحافي عدو للمسؤول، وفي كثير من الأحيان يتم تعطيل عمله بتأخير الرد والعزوف عن تزويد الإعلامي بالمعلومة الصحيحة التي تعينه على عمله وتضمن أداء مهمته بحياد وموضوعية ومهنية تضمن إنصاف المسؤول والقارئ على حد سواء. الممارس للعمل الصحافي في الإعلام بشقيه التقليدي والجديد يرى نفسه شريكا في البناء، ولا نعلم ما السبب الذي يجعل البعض يمارسون كل هذا الإقصاء للجهود النبيلة ولم هذا الخوف غير المبرر من النقد. الأمة التي تملك إعلاما قويا، مؤهلة بلا شك للريادة في مختلف المجالات. ناصر بن محمد العُمري المخواة