تخلصت اليمن صبيحة يوم الجمعة من أحد عقول الإرهاب، أنور العولقي ذي العلاقة الوثيقة بتنظيم القاعدة، وذلك باستخدام طائرة أمريكية بدون طيار أحسنت تحديد الهدف والقضاء على العولقي ورفاقه. وبعد مقتل العولقي يعيش التنظيم حالة من الإرباك وغياب الرأس المخطط، وفي هذا الإطار أفادت مصادر قبلية في شبوة مأرب والجوف ل «عكاظ» أن القاعدة تعمل حاليا على لملمة صفوفها واختيار زعيم جديد لها في اليمن، مرجحة أن يكون ناصر الوحيشي (أبو بصير) القائد الجديد كونه زعيم القاعدة في الجزيرة. وأوضح المصدر أن القاعدة لم تعد لديها الإمكانيات والقدرات القيادية التي يمكن أن تخطط لردة فعل كبيرة، ضد الأجهزة الأمنية مستغلة الوضع في البلاد وخاصة بعد الهزيمة الكبيرة التي منيت بها في أبين ومقتل العولقي أمس الأول مع عدد من القيادات. وفي تفاصيل عملية الاغتيال، يروي الشيخ عبدالله شعلان ل «عكاظ» الحادثة، ويقول إن الانفجار وقع على بعد 5 كلم من قرية الخشف التابعة لمحافظة الجوف في صحراء بين ثلاثة جبال يطلق عليها الأقشع، وفي هذا المكان اجتمع العولقي القادم من شبوة برفقة قيادات كبيرة أخرى منها (ناصر الوحيشي) وقيادات تنتمي للقاعدة من قبيلتنا (آل مروان) وقبيلة عبيدة في مأرب؛ إلا أن الصاروخ الأول أوقف اجتماعهم وجعلهم يفرون صوب سيارتهم، وسرعان ما انهالت الصواريخ على السيارتين التابعتين للعولقي قبل أن تتحركا مستهدفة إياه ورفاقه، فيما تمكن ناصر الوحيشي من الفرار بالسيارة الثالثة. وأوضح «شعلان» أن جميع القبائل حينما حاولت الاقتراب من مكان الحادثة تلقوا تنبيها من أفراد القاعدة الذين تجمعوا من الجبال بعدم الوصول وأن الأمر عادي وجرى التعامل معه، لكنهم فيما بعد قاموا بإبلاغ أسرة علي سالم بن صالح عرفج أحد أبناء قبيلة مروان أنه قضى في القصف، وجرى دفنه أشلاء حارقة مع رفاقه. ومنهم أحد أبناء قبيلة عبيدة بمأرب الذي جرى إبلاغ أسرته أيضا بخبر مقتله ودفنه. وفي السياق ذاته علمت «عكاظ»من مصادر محلية يمنية أن عددا من محبي أنور العولقي وأبناء قبيلته في محافظة شبوة ومأرب والجوف أقاموا سرادق عزاء وأدوا صلاة الغائب على أنور العولقي ورفاقه الذين قامت القاعدة بدفن بقايا أشلائهم في جهة غير معروفة بتلك المنطقة.