بدت عليه كاريزما القائد، وامتلك نظرة فاحصة منذ وقت مبكر، ولفت النظر إليه منذ خطواته الأولى بمهنة التعليم، عبر ما قدمه للمواد التي يدرسها لطلابه من نقد حصيف وتغذية راجعة للقائمين على المناهج في وزارة التربية والتعليم، فضلا عن كونه معلما شديد الانضباط والدقة منذ كان معلما إلى أن أصبح مساعداً لمدير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنين في المخواة. وسعيد بن محمد العمري، لم يكتف بالنقد والمراجعة وتصحيح الأخطاء التي وجدها في ثنايا الكتب الدراسية، بل كان هاجسه تطوير نفسه وقدراته فالتحق بكلية المعلمين ليكمل مسيرته التعليمية ويحصل على شهادة البكالوريوس، وكان له حضوره التربوي المتميز عند التحاقه بالعمل الإشرافي كمشرف بقسم الصفوف الأولية، فاهتم بمفاهيم الجودة وتطبيقاتها عبر حزمة من الممارسات التربوية، التي كان لها انعكاساتها المثمرة على الصفوف الأولية من حيث اهتمامه بالدقة والتدريب والشمولية مع حرصه على تحقيق الرضا في أوساط المعلمين الذين أشرف عليهم. ولما تمتع به من دقة في العمل وقدرات كبيرة على الإقناع، تم اختياره للعمل في قسم شؤون المعلمين، وعمل على تطوير إجراءات العمل وتنظيمه، وشهدت الإدارة خلال تلك الفترة تطبيقا مميزا للبرامج الحاسوبية والتنظيمات التي سنتها الوزارة لأول مرة فحقق التميز وكان عمله متناغما مع تلك التوجهات. ولأنه جعل التطوير المهني لقدراته هدفاً التحق بالماجستير في تخصص الجودة الشاملة واجتازها بتفوق، وقدم العديد من الدورات التدريبية في مجالات مختلفة في مجالات التربية والجودة الشاملة لمنسوبي الميدان التربوي. ولما حاز إعجاب رؤسائه في العمل، اختير مديرا لشؤون المعلمات في تعليم البنات ثم مديرا لإدارة الجودة الشاملة بذات الإدارة. ونال العديد من شهادات الشكر والتقدير من مديري التعليم ورؤسائه في العمل ومن وزارة التربية والتعليم. ورغم أن التربية هي مجال عمله، إلا أنه عرف عنه عشقه للرياضة وخصوصا كرة القدم واشتهر بكونه نجما لامعا في شبابه في لعبة كرة القدم. العمري يحلم بإحداث نقله نوعية في الممارسات والآليات، وأن ترتهن كل الممارسات التربوية في أقسام الشؤون التعليمية إلى العلمية والدقة والشمول والإنتاجية وربط تلك العمليات بمختلف مفاهيم الجودة لأنه مؤمن بدور الجودة في إحداث التغيير.