تتجه وزارة التربية والتعليم، إلى إسدال الستار على نظام «التقويم المستمر»، الذي تم تطبيقه في المرحلة الابتدائية منذ نحو تسع سنوات، بعد أن ثبت عدم قدرة الميدان التربوي على التأقلم مع التجربة، وذلك وفق تقارير ميدانية أعدتها إدارات التطوير التربوي في الإدارات التعليمية (بنين وبنات). واختلفت وجهات نظر معلمين تحدثوا إلى «الحياة»، حول إبقاء «التقويم المستمر» وإلغائه، وإعادة النظام السابق، وتحدثوا عن سلبيات النظام وإيجابياته. يقول مؤيد الياسين: «عملت معلماً وفق هذا النظام لمدة أربعة أعوام، ومديراً لمدة عامين، ومن خلال هذه الممارسات المنوعة؛ أرى أن نظام «التقويم المستمر» نظام ناجح ومفيد جداً لكل مكونات العملية التربوية والتعليمية، وبخاصة الطلاب، بشرط تطبيق آلياته بدقة وإتقان، ولهذا النظام إيجابياته وكذلك سلبياته ولكني أعتقد أنه من خلال خبرتي في الميدان التربوي كمعلم ومدير مدرسة أن نظام «التقويم الشامل» تفوق إيجابياته سلبياته بكثير، وبخاصة بعد أن نضج جميع أركان العملية التربوية والتعليمية من معلمين وأولياء أمور وطلاب وإدارة مدارس ومشرفين وغيرهم في كيفية التعامل والاستفادة المثلى من هذا النظام». ويشير إلى السلبيات، ومنها «زيادة وزن وعدد الكتب والمناشط التي يحملها الطالب في الصفوف الأولية، تذمر بعض الطلاب وأولياء أمورهم من عدم التفصيل في ترميز المهارات ما يؤدي إلى عدم الدقة في تحديد ترتيب الطلاب المميزين حيث إن نظام التقويم المستمر يعطي الرمز «1» لجميع الطلاب الذين أتقنوا جميع المهارات على رغم وجود تمايز بين الطلاب الممتازين، وكذلك ملل الطلاب الذين أتقنوا جميع المهارات خصوصاً في الأسبوع الأخير حيث إن المعلم مشغول عنهم بالطلاب الذين لم يتقنوا مهارات الحد الأدنى». أما بالنسبة للمعلم فهو «استفاد من التواصل المستمر مع أولياء الأمور من خلال كثرة أوراق العمل ما ينعكس إيجاباً على العملية التربوية والتعليمية، تساعد المعلم في تحسين بيئة الصف الذي يدرسه كونه سيستفيد من طيلة العام الدراسي لذا نرى الكثير من المعلمين يقوم بتثبيت الوسائل التعليمية الحديثة ويهتم بالبيئة الصفية من جميع النواحي، ولا يخلو من السلبيات منها الإرهاق بسبب كثرة الأعمال الكتابية حيث يتوجب على المعلم التحضير وإعداد أوراق العمل ومن ثم التصحيح والرصد والتقويم، إضافة إلى الجهد الذهني والبدني على المعلم حيث يتوجب عليه الانتقال مع الطلاب متقني المهارات إلى أخرى ومراجعة المهارات التي لم يتقنها بعض الطلاب في نفس الوقت». ويرى المعلم هاني الناجم، ان «عملية التغيير في أي مجال يصاحبها كثير من السلبيات إلى الايجابيات المرجوة، ولكن بالنسبة ل «التقويم المستمر» بصورته الحالية أرى أنه قضى على روح التنافس بين الطلاب بالمقارنة مع الفترة السابقة وأوجد نوعاً من التساوي حيث إن الطالب يكفيه إتقان مجموعة من المهارات لكي يجتاز المرحلة وهذا هو الذي يحدث فربما يتقنها لفترة من الزمن بل لفترة مناقشة الأستاذ له وبعد ذلك يحدث لديه قصور في نفس المهارة، وهذا ما يعانيه معلمو المرحلة المتوسطة حيث إن طلاب المرحلة الابتدائية الجدد نجدهم لا يجيدون أبسط القواعد الأساسية للكتابة والقراءة وهنا لا أعمم على جميع الطلاب بل انه توجد شريحة كبيرة منهم». ويرى المعلم سمير سالم أن نظام «التقويم المستمر» أدى إلى تراجع مستوى الطلاب، وعدم معرفة المستوى الحقيقي لهم، «وإذا كانت الوزارة تدرس إلغاءه، أو إعادة النظر فيه بعد هذه السنوات، فأعتقد بأنها خطوة في الطريق الصحيح، وعلى الوزارة أن تعمل تزاوجاً بين النظامين السابق والحالي.