شهدت ردهات معهد الصم في جدة غياب نحو 40 في المائة من طالباته عن الدراسة للأسبوع الثالث على التوالي من جميع المراحل الدراسية، جراء تأخير التعاقد مع المتعهدين لتأمين النقل الحكومي من قبل إدارة التعليم في جدة. وعلمت «عكاظ» من مصادرها الخاصة أن المشكلة مالية، وعدم التعاقد مع المتعهد بالنقل، كما أكدت ذات المصادر أن هذه المشكلة في طريقها للحل منتصف الأسبوع المقبل. من جهته، أوضح الدكتور فيصل بن عبدالله العتيبي، أحد المهتمين بحقوق الصم، عن أسفه الشديد للمعاملة التي تلقاها هذه الفئة من المعوقات سمعيا مع بدء كل عام دراسي من تأخير يتسبب في تغيب الطالبات عن الدراسة، ويحرمهن من مواصلة التعليم. وأكد على أنه أيا كان السبب وأيا كانت الجهة المتسببة في ذلك سواء كانت إدارة التعليم أو المتعهد الذي رست عليه المناقصة، فإن خصوصية الوضع الإنساني لهذه الفئة من المعوقات سمعيا تفرض واقعا مريرا ربما يتسبب في تعطيل مستقبلهن العلمي، خصوصا أن معظمهن يغلب عليهن الفقر وقلة الحيلة واليتم من واقع البيانات الشخصية، كما أن بعض أولياء الأمور القادرين يعجزون عن تأمين النقل الخاص لهن من وإلى المدرسة، نظرا لرفض شركات النقل الخاص توصيلهن بسبب ضعف هامش الربح وتباعد مناطق السكن وقلة العدد، حيث لا يتجاوز عددهن 120 طالبة في جميع المراحل، تعتمد نحو 75 في المائة منهن على النقل الحكومي. وفي رده على سؤال عدم توفير سائق خاص من قبل ذويهن، أشار إلى أن خصوصية الإعاقة السمعية وكونها في إناث تمنع إرسالهن مع سائقين أجانب، خوفا من تعرضهن لما لا يحمد عقباه، موضحا بأن الدولة طيلة الأعوام الماضية وفرت أرقى أنواع الرعاية لهذه الفئة من الذكور والإناث، ومنحتهم فرصة مواصلة التعليم وأمنت لهم المواصلات اللازمة.