بحثت الجلسة الثالثة من منتدى الإعلام الاقتصادي (الواقع والتحديات موضوع أثر الإعلام على جذب الاستثمارات ودوره في معالجة الأزمات الاقتصادية العالمية)، إذ تم التأكيد على أهمية الشفافية والتعاون بين القطاعين الخاص والعام لتوفير المعلومة الصحيحة التي تمنع الكثير من الأزمات، وإيجاد المزيد من التشريعات التي تدعم العملية الإعلامية في خدمة التنمية. واعتبر رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية جابر الحرمي أن الإعلام هو الذراع الرئيسة للاقتصاد والاستثمار وعالم المال والأعمال، وأن عزل الإعلام عن النشاط الاقتصادي كليا أو جزئيا أو بأي نسبة يؤدي إلى عدم تكافؤ الفرص وغياب العدالة في التنافس؛ ومن ثم خلق نوع من الاحتكار المضر بالنشاط الاقتصادي ما يفقد الأسواق الثقة. وقال «كما هو معلوم فإن غياب الثقة لدى المستثمرين أكبر عامل من عوامل هروب رؤوس الأموال إلى الدول الخارجية، وبالتالي بداية مؤشرات الركود الاقتصادي والخسائر المالية في قطاع الاستثمار في أسواق المال». ونسب الحرمي إلى دراسة عالمية، أجرتها مؤسسة فيدلتي العالمية المعروفة التي تبلغ استثماراتها أكثر من تريليون دولار حول العالم، أن الصحافة الاقتصادية في الشرق الأوسط تعاني من (ضعف المصداقية، عدم الدقة والخلط في نشر الحقائق الاقتصادية، غياب التوعية الاستثمارية وعدم الترويج للفرص الاستثمارية، وضعف المهنية، وعدم التخصص في معالجة الموضوعات الاقتصادية، وعدم الموضوعية وتبني أفكار تعتمد على الميول العاطفية). وقال إن الإعلام الاقتصادي في زمن الأزمة المالية العالمية سلاح ذو حدين؛ حد يكشف الحقائق لمعالجة المشكلات القائمة، وحد يعمل على التهويل والتضليل ليزيد المخاوف ويؤدي إلى الركود الاقتصادي. ودعا الى إعطاء الحرية للصحافة وتمكينها من الوصول إلى المعلومات ومنح الحصانة للصحافيين للقيام بدورهم في نشر المعلومات وعمل التحقيقات التي تكشف عن قضايا الفساد ومرتكبيها. وأوصى في ورقته باعتبار الشفافية وجها آخر للحرية الإعلامية، وإمداد وسائل الإعلام بالمعلومات والبيانات الصحيحة الكافية يدعم الشفافية، ويمكن الإعلام من أداء الدور المنوط به، مشدد بضرورة تكامل التخصص بين الإعلام الاقتصادي.. والمستثمرين، أي تعزيز المفاهيم الاقتصادية لدى الإعلاميين، وتوعية المستثمرين بأهمية الإعلام. واعتبر تضليل المستثمرين عبر البيانات والمعلومات الكاذبة، والحرص على عدم إخفاء البيانات السالبة، نوعا من الجريمة التي تستحق العقوبة. أما الإعلامي سلطان البازعي فتحدث عن الإدارة الإعلامية للأزمات في شركات القطاع الخاص، وتطرق إلى ضرورة وضع الخطط لمواجهة الأزمات سواء وقت الأزمة أو ما بعدها، موضحا أن الأزمة هي التهديد الجسيم الذي تخلق خسارة مالية، أو خسارة السمعة، أو السلامة. وأكد البازعي على ضرورة أن تكون للشركات محاولات لمنع الأزمة، منوها بأن عدم الاستجابة للأزمة حال وقوعها قد يكلفها عدة خسائر، ويرى أن مواجهة تتم من خلال تشكيل فريق ثابت لإدارة الأزمات يضم عناصر من العلاقات العامة، والإدارة القانونية، والإدارة المالية، والأمن والسلامة، وأن يكون لكل شركة متحدث رسمي. ولفت إلى أن مواجهة وسائل الإعلام خلال الأزمة ينبغي أن يتم بهدوء وبدون تردد، والتزام الشفافية وتحري الدقة والتأكيد على الجمهور بحرص الشركة على السلامة العامة، واستخدام الإنترنت. وتحدث الكاتب الصحافي العماني محمد الشيزاوي عن دور الإعلام في الترويج للاستثمارات، وقال إن: «تمتلك دول مجلس التعاون العديد من المقومات التي تمكنها من استقطاب الاستثمارات اأجنبية وتوظيف المدخرات المحلية في مشروعات متنوعة يقيمها القطاع الخاص أو تقيمها الدولة بالتعاون مع القطاع الخاص.