لا جدال ولا شك عندي في أن فضيلة الشيخ الدكتور علي الحذيفى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف والأستاذ فى الجامعة الإسلامية أنه قطب من الأقطاب في هذا المجال وأنه يتمتع بخلفية ثقافية موسوعية في مجال الفقه وفي فقه الصلاة بالذات .. والرجل لا نزكيه على الله أحد أعلام أئمة الحرمين .. وربما يكون أقدمهم على الإطلاق .. فقد شرف بإمامة المصلين في مسجد بيت الله الحرام في فترات في صلاة التراويح .. واستمر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كإمام (راتب) لا يشاركه في ذلك إلا الشيخ عبدالبارى الثبيتي. ويشهد محراب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الحذيفي أكثر الناس وقوفا أمام هذا المحراب يبوء بالشرف الرفيع بعد الشيخ عبدالعزيز بن صالح وكان هو خليفته بحق. الحاجة إلى زيادة أئمة الرواتب: لقد اتسعت مساحة المسجد النبوي مرات ومرات وكان آخرها التوسعة العملاقة التي أتاحت بفضل الله ومنته المكان الفسيح لترتفع بذلك قدرة المسجد الاستيعابية ولكن يقابل ذلك نقص واضح في عدد الأئمة ( أئمة الرواتب). وما حدث في صلاة مغرب يوم السبت الماضى كما صرح المسؤول في إدارة شؤون الحرمين أن الشيخ علي الحذيفي عندما كبر للصلاة انتقض وضوؤه .. وكرجل فقيه وأمين أمام ربه .. يجل هذه المسؤولية ويحترمها فقد طلب من المصلين انتظاره دقيقة أو دقيقتين ليجدد وضوءه .. إلى هنا والأمر عادي ويحدث فلا غرابة في ذلك .. إذ كما يقول الشيخ الألبانى يرحمه الله إنه إذا تذكر الإمام أنه على غير وضوء أو أحدث وإذا ما كانوا ساجدين أو جالسين عليه أن ينيب أحدا من خلفه يكمل بهم الصلاة وهو يذهب ويتوضأ فإذا أدرك الصلاة اقتدى بهذا الإمام وإلا صلى وحده. وهل يجوز له أن يتوضأ ويكمل بهم الإمامة ؟. يقول الشيخ الألباني طبعا إذا كانت الميضأة قريبة منه وإذا كان أصحابه يفهمون عليه حينما يقول لهم هكذا؛ أي مكانكم بالإشارة. هذه الحادثة أحدثت بلبلة كبيرة وتناقلتها المواقع الالكترونية ووسائل الاتصال كالنار فى الهشيم وكأن شيئا خطيرا وذا بال قد وقع .. واستغله المرجفون فى المدينة. والحادثة تطرح سؤالا ليس بالجديد وإنما هو قديم وقديم.. لماذا لا يكون هناك إمام رديف في هكذا حالة أو فيما يشابهها عند إغماءة الإمام لا قدر الله أو أمام أي حدث.. يكون هناك من هو مؤهل لأن يتم الصلاة.. حتى لا نسمح للبلبلة وإثارة الشكوك والفوضى وإشاعة اللغط في الفاضي والمليان. ومقارنة بين المسجد الحرام والمسجد النبوي تجد أن هناك وفرة في مكة ليست في المدينة.. لماذا ؟ هذا سؤال تفر منه الإجابة ولعل المسؤولين فى إدارة الحرمين الشريفين وبالذات في المسجد النبوي.. يضعون النقاط على الحروف. وأريد أن أقول إنه ليس من الصعب توفير عدد من القراء من أبناء المدينة ليكونوا جاهزين.. إذ المعروف أن أئمة المسجد النبوى في معظمهم من خارج المدينة وتضطرهم ظروفهم إلى السفر إلى أهاليهم في الإجازات مما يرتب المسؤولية على الشيخ الحذيفي الذي كثيرا ما يتعهد (وفقه الله) فى أداء الصلوات الخمس إماما.. وهذا شيء كبير يقابله جهد كبير منه رعاه الله وأمده بالعون والصحة والعافية (ولكن) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.. من هنا نصعد الرغبات التي تتعالى في إلحاح إلى المسؤولين.. ولعل صاحب السمو الملكى الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة يتدخل شخصيا لمعالجة هذا الخلل.. وهذا النقص وهو المعروف عنه غيرته على مقدسات المدينة والمسجد النبوى في مقدمتها.. وحرصه على أن تحظى بالدعم المادى والمعنوى.. وأن يكون على أحسن الهيئة والصورة.. وعلى الذين خاضوا في هذا الموضوع سلبا أن يتقوا الله في رموزنا الإيمانية (فأعراض العلماء مسمومة) وينبغي أن يكون النقد موضوعيا وهادفا لا غوغائيا وتهريجا... وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة