عاد مؤشر سوق الأسهم السعودية إلى الارتفاع وأنهت السوق تداولاتها أمس على ارتفاع قدره 20 نقطة مع تسجيل قيم السيولة لارتفاع قوي فيها بلغ 5.13 مليار ريال كان معظمها لعمليات تدوير في الكثير من الأسهم الخفيفة والمتوسطة، خصوصا تلك التي بدأت بملامسة قنواتها الصاعدة. وهذا التدوير يبدو أنه يهدف إلى بث الاعتقاد بعمليات جني أرباح قوية من شأنها إجبار بعض المتداولين للتخلي عن أسهمهم لتثبيت المكاسب التي حققوها. لكن الواقع يبدو غير ذلك فهناك الكثير من الأسهم المتوسطة والخفيفة تتأهب للانطلاق وتحذو حذو الأسهم الأخرى التي طالتها الارتفاعات. وحققت كل قطاعات السوق ارتفاعات جيدة وكان أكبر الكاسبين فيها قطاع الإعلام والنشر الذي ارتفع بنسبة 3.8 في المائة، تلاه قطاع التأمين الذي حقق ارتفاعا بنسبة 3.3 في المائة، ثم قطاع الزراعة والصناعات الغذائية بنسبة 2 في المائة، بدعم من أسهم المراعي وصافولا وعدد من أسهم المضاربات مثل الأسماك التي استمرت في تسجيل النسب المتتالية إلى جانب سهم الشرقية الزراعية الذي حقق نسبة 7 في المائة ارتفاعا، ثم سهم أنعام الذي أغلق مرتفعا بنسبة 6.33 في المائة. كذلك حققت خمس شركات في قطاع التأمين ارتفاعا بالنسبة القصوى كان من بينها سهم بروج للتأمين الذي استمر في مسلسل تحقيق النسب المتتالية. وترجع عودة السوق للارتفاع إلى عدد من الأسباب، من بينها الانخفاضات المستمرة في أسواق المعادن إذ هبط الذهب والفضة إلى مستويات قياسية وبصورة حادة تعبر عن تغير أمزجة المستثمرين وتحولهم لصالح أسواق النقد والأصول والأسواق المالية، بعدما هدأت حدة المخاوف من أزمة الديون الأوربية والأمريكية بعد التعهدات التي صدرت من مجموعة العشرين بدعم الأسواق المالية والمصارف بالسيولة في حال احتاجت لمثل تلك الإجراءات. وانعكس ذلك على السوق السعودية حيث زادت ثقة المستثمرين بعودة المؤشر للأجل القريب والمتوسط إلى ارتفاعات محتملة بالمؤشر قد تصل إلى مستويات 6435 نقطة، والتي على ضوء الوصول لمثل هذه النقطة سيتحدد تماسك المؤشر وإعطاء إشارات أخرى لمواصلة الارتفاع إلى مستويات أخرى من عدمه. ومن الممكن صعود المؤشر خلال تداولات اليوم لاختبار مقاومة 6135 نقطة خصوصا بعدما نجح المؤشر بالأمس في تجاوز مقاومة 6109 وأغلق عند 6103 نقاط، إلا أن الوضع لن يخلو من عمليات جني أرباح قد تعود مجددا لتأسيس دعم عند 6091 نقطة وفي حال كسرها ستجد دعما جيدا عند 6083 نقطة. ويجدر الذكر أن إغلاق سهم سابك، وإن أعطى إيجابية نسبية، إلا أن تباطؤ المسار الصاعد فيه يتضح جليا من خلال تثاقل حركة صعوده للمقاومات التي سيواجهها لحين بلوغه لمقاومة منتظرة عند 97 وحتى 99 ريالا.