وجاء الإسلام وكرس مفهوم الأخلاق واحترام المرأة (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فقال (النساء شقائق الرجال) فلم تكن حواء العربية الإسلامية بعيدة عن مخاض الرسالة الإسلامية بكافة جوانبها وتاريخها. أسماء بنت أبي بكر وخديجة بنت خويلد رضي الله عنهما وغيرهما الكثيرات الكثيرات كن مع بداية التشريع ومع انبزاغ النور كن نورا ساطعا كما أن الرجل كان يدرك أن للمرأة دورا هي الأجدر به وهي الأعلم به وهي الأهم له. الإسلام خص المرأة وحث المرأة وعلم المرأة حتى أدركت أنها نبراسا وعلما وركيزه بل وركن ركين في ما يتعلق بخصوصيتها وحقوقها وواجباتها لم يجرد الإسلام المرأة ولم يجعل منها تكملة عدد أو عدة ثانوية حتى القيادة والريادة والقضاء والفروسية أسهمت حواء فأبدعت وأتقنت أما الفقة والحديث والتشريع فقد كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أكثر من أن يقال عنها فقيهة أو رواية أو محدثة ... وكان الرجل أكثر إحساسا بما تحتاجه المرأة كي تكون إنسانا منتجا ومدركا ومسؤولا. كما في قصة حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها فقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل خنيس ابن حذافه السهمي الذي استشهد خير شهادة في معركة أحد وترك من ورائه حفصة بنت عمر شابة في ريعان العمر ولم تلد له وترملت ولها 20 سنة وقد كان عمر رضي الله عنه حين تأيمت حفصة من زوجها عرضها على عثمان ابن عفان رضي الله عنه فقال إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر قال سأنظر في أمري فلبث ليالي ثم قال قد بدا لي أن لا اتزوج يومي هذا؛ فلقي عمر أبا بكر فقال له إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر فصمت أبا بكر فلم يرجع إليه شيئا فكان عمر عليه أوجد منه على عثمان فلبث ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحها إياه وفي رواية أن عمر اتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاه عثمان فقال النبي عليه السلام (قد زوج الله عثمان خيرا من ابنتك وزوج ابنتك خيرا من عثمان) فتزوج الرسول حفصة وأصدقها 400 درهم وزوج أم كلثوم من عثمان ابن عفان. قال عمر رضي الله عنه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم ارجع إليك قال نعم قال فإنه لم يمنعني أن ارجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمت أن رسول الله قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول ولو تركها لقبلتها. وحفصة وعائشة هما اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فيمها (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل...) الآيه. الإسلام هو منهج سارت عليه الدولة الإسلامية منذ أكثر من 14 قرنا ونسير عليه نحن الآن ولله الحمد بيقين ثابت ونظرة ثاقبة نجتهد في أمور حياتنا (بل الإنسان على نفسه بصيرة). سعود بن محمد الأزوري مفكر وباحث إسلامي