محمد ابراهيم * في كل بدء سنة جديدة من دورات مجلس الشورى من كل عام يحرص خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله على إيضاح الاستراتيجية العامة لمسيرة العطاء والتنمية التي تشمل جميع أنحاء البلاد، كما يوضح حفظه الله علاقات المملكة الخارجية مع دول العالم، والثوابت الراسخة التي تنطلق من الدين الإسلامي الحنيف، ففي نهاية السنة الثانية من الدورة «الخامسة» لمجلس الشورى، يكون المجلس قد أتم (ثماني عشرة) سنة من عمره في ظل إعادة تنظيمه وتشكيله الجديد. والمجلس يفتخر أمام خادم الحرمين الشريفين بإنجازاته خلال السنوات الماضية، في المساهمة بتقديم المشورة والرأي لولي الأمر، وما قدمه من دراسة لأنظمة جديدة أو تحديث أنظمة قائمة. فمجلس الشورى خلال السنوات الماضية أصدر العديد من القرارات التي تمس مجالات التنمية الاقتصادية والتعليمية والصحية والبيئية والمعاهدات والاتفاقيات والأنشطة الإدارية وغيرها، مما له علاقة بخدمة الوطن والمواطن. وبما أن مجلس الشورى رئيسا وأعضاء يتطلع وبكل شوق إلى المضامين التي يحملها الخطاب الملكي السنوي لقائد مسيرة التنمية، لتكون منهجا لعمله خلال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لتحقيق ما يأمله الوطن والمواطن من دراسة قضايا الوطن واقتراح تجديد الأنظمة، واللوائح التي مضى على صدورها فترة زمنية طويلة وتحتاج إلى تعديلات تتواكب مع متطلبات العصر والاحتياجات المستجدة، خاصة ما له علاقة بحياة المواطن، مثل الإسكان والبطالة وغلاء المعيشة والمشاريع التنموية التي تعود على المواطن بالفائدة. إن أي مراقب منصف سوف يشهد بفاعلية أداء أعضاء مجلس الشورى ولجانه حيال الموضوعات المحالة إليها وتقديم المشورة بكل أمانة، والتزام المشورة التي ينشدها ولي الأمر والتي تتصف بالحكمة والموضوعية. فقد أنجز مجلس الشورى خلال السنة «الثانية» من دورته الخامسة، الكثير من الموضوعات ذات الأهمية وقد تم نحوها الرأي والمشورة، حيث عقد المجلس خلال السنة الماضية (78) جلسة، درس المجلس فيها (51) تقرير أداء للوزارات والمصالح الحكومية، بلغت الآراء والمقترحات التي طرحت على هذه التقارير (855) مداخلة نتج عنها (192) توصية، كما بلغت الأنظمة واللوائح التي درسها المجلس خلال هذه الفترة (34) من الأنظمة واللوائح، فكانت الآراء والمقترحات التي طرحت عليها (840) مداخلة، أما الاتفاقيات والمعاهدات والامتيازات التي تمت دراستها فهي (66) اتفاقية ومعاهدة، وكانت المداخلات عليها (460) مداخلة وجميع هذه المداخلات والآراء كانت تتمسك بأدب الحوار الإسلامي، فكل عضو يدلي بوجهة نظره ويدافع عنها بكل موضوعية وحياد. وعليه فإن السنة الثانية من هذه الدورة هي أعلى سنة صدرت فيها قرارات تم رفعها لخادم الحرمين الشريفين خلال «الثماني عشرة» سنة من عمر المجلس بعد تحديثه حيث بلغت هذه القرارات (154) قرارا. إضافة إلى ما يتم تداوله في بداية الجلسات الأسبوعية ليوم الأحد لموضوع الشأن العام، وهذا الأمر يحظى باهتمام كبير من قيادات المجلس وأعضائه، كونه يناقش المستجدات الآنية لجميع القضايا التي تهم المواطن، وعرضها على المجلس وطلب إيجاد حلول إما بتشكيل لجان خاصة لدراستها، أو إحالتها إلى لجان المجلس المتخصصة، أو مساعدة الأجهزة المختصة بإيجاد الحلول لذلك، ليواكب المجلس مع ما يحدث على الساحة اليومية وله علاقة بهموم الوطن والمواطن، وهذا الأمر يلقى قبولا كبيرا ومتابعة لما يعرض فيه، كونه يخص حاجة المواطن اليومية. ولذا فإن هذا الإنجاز المرتفع يستتبعه أمل كبير من المواطن أن ينصب اهتمام أعضاء المجلس بالقضايا التي تمس حياته اليومية، ويسره أن يسمع في التصريحات التي تعقب كل جلسة من جلسات المجلس ما هو جدير بالاهتمام مثل موضوع إعادة النظر في نظام التقاعد المدني والعسكري، وإيجاد فرص وظيفية للشباب بنين وبنات وإيجاد المسكن المناسب والمعالجة السريعة لغلاء المعيشة وتوفير فرص العمل. هذا ما يأمل المواطن من الاستماع إليه من ذوي الرأي والمشورة. * مدير عام الإدارة العامة لشؤون الجلسات