عشية الجمعة الماضية تخضبت الرياض وأورقت طرقاتها وشوارعها وعشرات المركبات فيها باللون الأخضر الزاهي، وقام رجال الأمن من خلال تواجدهم المكثف والمهم بتنفيذ الخطة المرورية بأقل الأضرار ولله الحمد. نقلت وسائل الإعلام الوطنية تجسيدا لمظاهر الفرح والاستعداد لليوم الوطني (81).. الكثير من الممارسات الجميلة والأفكار الخلاقة برزت في تفاصيل الاحتفالات، انتعشت مبيعات الزينة باللون الأخضر وتزينت الطرقات المضيئة بتلك اللفتة الرقيقة من خلال تواجد صور المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله. ذلك لا يعني أن طقوس احتفالنا باليوم الوطني خلت من بعض المنغصات.. وأهمها الخطة المرورية التي تعني في بعض المناطق إغلاق الكثير من المنافذ والمخارج الرئيسية والمعروفة وترك الناس يتخبطون في الحارات للوصول إلى المناطق التجارية للتسوق أو للمطاعم وحتى لزيارة عائلات يصدف أنها مقيمة بالقرب من مناطق تم إغلاقها وترك الناس طوال الليل يبحثون من خلال الحارات عن الطرقات المؤدية إلى منازلهم..! •• إذا تناولنا مشكلة شارع التحلية السنوية في الرياض أثناء الاحتفالات وتكرار نفس الخطة المرورية بإغلاق الشارع للتخفيف من حدة تكدس الشباب المحتفلين فستظهر لنا نفس الأزمة التي لا يتم حلها بتوفير «بديل مغري» لأن يذهب الشباب للاحتفال فيه وترك الناس تتعامل مع تلك المنطقة التجارية والقريبة من الأحياء والسكان والمطاعم بانسيابية بدلا من تحويل هذه المناسبة إلى قطعة من التوتر وتنغيص الاحتفال. •• الإعلام الوطني يقدم نقلا مباشرا ويتنقل لإبراز ما يحدث في مناطق بلادنا، وهذا جيد والتطور فيه ملحوظ ومقدر، غير المفهوم هو غياب المواكبة للبرامج الوثائقية والدرامية المطروحة بأسلوب معاصر ومبسط وخلاق للجيل الذي لا تفهم بعض شرائحه لماذا تحتفل أو حتى لماذا تعزف عن الاحتفال..! •• الشريط الإخباري في فضائياتنا الوطنية حمل الكثير من الأخبار الدموية والمنغصة المنقولة عن العالم العربي وغيره، وكان من حق الوطن علينا أن ننقي احتفاليته من رسائل الدماء التي تفيض من الشاشة على الأقل نلتقط أنفاسنا في يوم الوطن ونميزه بتخصيص اليوم كاملا للاحتفال، إنه يوم واحد فقط.. ولا يعني ما أدعو إليه الأنانية وعدم الإحساس بالآخرين، لكننا نتحدث عن رسائل الفرح وطقوس العرس الوطني. لا يعقل أن تستمر الأشرطة الإخبارية في الفضائيات الوطنية تبث نفس الأخبار رغم قيمة وهيبة اليوم المجيد واستحقاقات الفرح! [email protected]